من الضالع إلى عدن.. شعب الجنوب يكتب عهده بالوفاء ويهتف: كلنا رهن الإشارة

علي أبو شلال الجحافي
شهدت العاصمة عدن اليوم، الخميس 25 ديسمبر 2025م، مشهداً تاريخياً لا يُشبهه سوى تلك اللحظات الفارقة التي تُصنع فيها المواقف ويُكتب فيها المجد. فقد لبّى أبناء الضالع من كل مديرياتها، كبارًا وصغارًا، شيبًا وشبابًا، نداء الوطن، وزحفوا في موكب جماهيري مهيب وغير مسبوق نحو ساحة العروض بخور مكسر، ليجددوا العهد بالثبات على درب التحرير واستعادة الدولة الجنوبية.
خرجت الضالع عن بكرة أبيها، لا استعراضاً ولا مزايدة، بل إيمانًا راسخًا بأن الوطن لا يُبنى إلا بالتضحية، وأن الجنوب لا يحيا إلا بأبنائه الصادقين. من بين الجموع، تعالت الهتافات، ورفرفت أعلام الجنوب، وتزينت الساحة برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ومن عمق هذا الزخم، صدح صوت الجنوب من حضرموت إلى عدن، هاتفًا:
بلغوا العيدروس إننا رهن الاشاير
يرمي البحر فينا ولا صحاري رماله
كلنا للوطن بارواحنا نغامر
للكرامه ثمن مهما يفوق احتماله
من ربى حضرموت النصر هلأ هلاله
لقد كان مشهد اليوم من الضالع دربًا من دروب الأسطورة، تجسيدًا لوعي وطني عميق، ووفاء لا يُشترى. فلم يكن مجرد حضور، بل كان إعلانًا أن الجنوب لا يُدار من الخارج، ولا يُخضع بالإعلام، بل يُصنع بإرادة أهله، وبعزم أبطاله الذين لا يعرفون الانكسار.
الضالع اليوم لم تُذهل الجنوب فحسب، بل أدهشت العالم من جديد حين خرجت في موكب ليس له مثيل، مؤكدة أن قرار الشعب الجنوبي لا يزال في الميدان، وأن لا صوت يعلو فوق صوت الاستقلال والكرامة.
الجنوب يولد من جديد.. والضالع القلعة التي لا تسقط