اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار وتقارير

كسرت حاجز الصمت.. المهرة تطوي صفحة النفوذ الخارجي وتكشف خيوط شبكة إقليمية معقدة

النقابي الجنوبي / خاص

شهدت محافظة المهرة تطورا لافتا مثل تحولا نوعيا أنهى مرحلة طويلة من الفوضى والتدخلات غير المعلنة وفتح فصلا جديدا أعاد رسم المشهد السياسي والأمني في المحافظة بعد سنوات من هيمنة نفوذ خارجي عمل عبر أدوات محلية وشبكات مصالح متداخلة.

وكشفت مصادر مطلعة أن ما يطفو إلى السطح مؤخرا كان نتيجة تكدسات طويلة من التدخل المنظم والاختراق الناعم الذي جرى تنفيذه بأساليب غير مباشرة مستندا إلى واجهات سياسية وأمنية محلية وغطاء إقليمي اتخذ من شعارات الوساطة والاستقرار والخصوصية المحلية عناوين لتكريس حضوره وتأثيره.

وأكدت المصادر أن سلطنة عمان اعتمدت لسنوات مقاربة قائمة على النفوذ غير الصدامي عبر التمويل وبناء الولاءات وشراء الذمم بدلا من الحضور العسكري المباشر ما أتاح لجماعة الإخوان لعب دور الواجهة السياسية في حين استفادت جماعة الحوثي من تسهيلات غير معلنة شملت ممرات آمنة وغض الطرف عن أنشطة تهريب في إطار ترتيبات هدفت إلى إبقاء المهرة ساحة مفتوحة لتقاطعات إقليمية.

ومع تصاعد الوعي الشعبي داخل المحافظة تغيرت المعادلة وبدأت الأطراف في الانهيار وانتقل الشارع المهري من حالة الصمت إلى طرح تساؤلات جوهرية حول الجهات التي تدير المشهد ومصادر التمويل والأطراف التي تعرقل الاستقرار ودوافع تحويل المهرة إلى منطقة عازلة تخدم أجندات خارجية على حساب إرادة أبناءها.

ويرى مراقبون أن ما وصف سابقا بالحياد العماني تبين في ضوء التطورات الأخيرة أنه حياد مائل أسهم في إرباك الوضع المحلي واصطدم بتطلعات أبناء المهرة وباعتبارات الأمن الإقليمي وبأي مشروع سيادي حقيقي في الجنوب.

ويجمع متابعون على أن ما تشهده المهرة اليوم لا يمثل سوى بداية تفكك شبكة نفوذ معقدة راهنت طويلا على الصمت الاجتماعي والتركيبة القبلية وحساسية الجغرافيا الحدودية قبل أن تجد نفسها مكشوفة أمام واقع جديد يتشكل على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى