من باب المندب إلى المهرة: الجنوب وطن واحد

يوسف النجار
في لحظةٍ تتكاثر فيها الأصوات، وتشتد فيها محاولات التشويش، يصبح لزامًا علينا أن نعيد تثبيت البوصلة، وأن نُذكّر أنفسنا بحقيقة لا تقبل الجدل: قضيتنا واحدة، وهدفنا واحد، ومصيرنا واحد.
لسنا شعوبًا متفرقة، ولا مناطق متناحرة، ولا حشودًا تُقاس بالأرقام. نحن شعب الجنوب العربي، جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى. كل حديث عن “من أكثر” و“من أقل” ليس إلا سمًّا ناعمًا يُراد به تفتيت الصف، وضرب الثقة، وإضعاف المعنويات. والواعي من يرفض هذا العبث ويقف ضده.
قواتنا خرجت من رحم هذا الشعب، وتحمل روحه، وتدافع عن كرامته. والشعب هو الحاضن والسند، وهو العمق الذي لا يُكسر. لا قوة بلا جماهير واعية، ولا جماهير بلا قوة تحميها. هذه المعادلة هي سر الصمود، وأساس الانتصار، وطريق استعادة الدولة.
عدن، ، الضالع، أبين، شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى، لحج. ليست أسماء تُقارن، بل تاريخ واحد وتضحيات واحدة. من أراد أن يزرع بيننا مناطقية فقد خان القضية، ومن انساق خلفها دون وعي فقد خدم خصوم الجنوب من حيث لا يدري. قوتنا في وحدتنا، وانضباطنا، ووعينا الجمعي.
إن القضية الجنوبية هي قضية دولة الجنوب العربي، كاملة السيادة، حرة القرار، مصانة الهوية. ليست شعارًا موسميًا، ولا حشدًا عابرًا، بل مشروع وطنٍ يُبنى بالوعي قبل السلاح، وبالصدق قبل الضجيج، وبالعمل قبل الشعارات.
يا جماهير الجنوب الأحرار،
ارفعوا منسوب الوعي، وأغلقوا أبواب الفتنة، وكونوا كما كنتم دائمًا: السند الصلب لقواتكم، والدرع الحامي لقضيتكم. دعوا أصواتكم تكون أوضح من التشويش، وأقوى من الشائعات، وأنقى من المصالح الضيقة.
سنصل…
بوحدة الصف،
وبصدق الانتماء،
وبإيمان لا يتزعزع بأن الجنوب العربي وطنٌ واحد، من باب المندب إلى المهرة.
قلب واحد… نبض واحد… وراية واحدة.
والحرّ لا يرضى بغير الحرية وطنًا.