يسرى المقطرى: القضية الجنوبية ودور المرأة في ساحات الاعتصام

يسرى المقطرى: القضية الجنوبية ودور المرأة في ساحات الاعتصام
كتب/يسرى المقطرى
شهدت ساحات الجنوب خلال هذه الإيام اعتصامات شعبية عبّرت عن الدعوة إلى استعادة الدولة الجنوبية وإعلان الاستقلال. هذه الاعتصامات لم تكن مجرد تجمعات احتجاجية كعادتها بل حملت في طياتها مشاعر متراكمة وتجارب تاريخية وتطلعات شعب يرى في هذه المطالب مخرجاً من واقع صعب.
فيما يخص الموقف من الاعتصامات فإن تأييدها يظل حقاً مشروعاً لكل فرد ويعكس قناعته الخاصة.فالبعض يرى في هذه التحركات تعبيراً سلمياً عن إرادة شعبية تسعى لنيل حقوقها، بينما يرى آخرون أن تحقيق الأهداف الكبرى يتطلب أدوات سياسية أوسع، ورؤية واضحة تضمن الاستقرار وتحمي مصالح المجتمع بكل فئاته. وفي جميع الأحوال تبقى حرية التعبير السلمي حقاً لا يمكن تجاهله أو التقليل من أهميته.
أما عن مشاركة المرأة الجنوبية في هذه الاعتصامات، فقد شكّلت حضوراً لافتاً ومهماً يعكس وعي المرأة بقضيتها وإدراكها لدورها كشريكة أساسية في المجتمع، لا كمجرد تابع أو عنصر هامشي.
مشاركة المرأة لم تقتصر على الحضور الرمزي، بل شملت الهتاف، والتنظيم، والتعبير عن الرأي، وهو تطور يُحسب لها ويُعبّر عن كسر الكثير من القيود الاجتماعية التقليدية.
ومع ذلك فإن الرضا عن مستوى مشاركة المرأة يظل نسبياً. فبرغم التقدم الواضح، لا تزال مشاركة المرأة في بعض الأحيان محصورة في أدوار محددة، وتحتاج إلى دعم أكبر، ومساحة أوسع لصوتها في صنع القرار، لا في الميدان فقط. فالمرأة الجنوبية أثبتت قدرتها على الحضور، لكن المرحلة القادمة تتطلب الانتقال من المشاركة الرمزية إلى الشراكة الفعلية.
في الختام، يمكن القول إن القضية الجنوبية ومشاركة المرأة فيها مسألتان مترابطتان فلا يمكن الحديث عن مستقبل عادل دون الاعتراف بحقوق الجميع، ولا عن تحرر حقيقي دون تمكين المرأة وتمثيلها بشكل يليق بدورها وتضحياتها.