ساعة الحسم تدق.. وعهد الجنوب يُكتب بمداد إرادتكم
كتب / أيمن مزاحم
في اللحظات التاريخية الفاصلة، لا يكفي مجرد النداء؛ بل يجب أن يتحول النداء إلى زلزال إرادة شعبية لا تقبل التأجيل. إن الجنوب اليوم على موعد ليس مع وقفة عابرة، بل مع ترسيخ لميثاق البقاء والسيادة. هذا التجمع المهيب، الذي يعكس الوجدان الجامع لاستعادة الدولة، يمثل خطوة حاسمة تتجاوز كل التحديات، إنه الاختبار الأصدق لصدق العزيمة، حيث تُقاس قوة القضية بمدى استجابة أهلها في جميع أرجاء الأرض الجنوبية.
فـ غدًا، ليس يومًا عابرًا في تقويمنا، بل هو يومٌ محفور في ذاكرة أمتنا، إنها اللحظة التي ينتظرها التاريخ ليشهد كيف ينهض شعب كامل، بقلب موحد وإرادة لا تلين، ليُعلن للعالم أجمع حقه في الحياة الكريمة والسيادة الكاملة الحديث هنا عن صلاة الجمعة الاعتصامية التاريخية التي ستُقام في ساحة العروض بخور مكسر، وفي جميع ساحات الاعتصام بمحافظات الجنوب.
أيها الجنوبيون الأحرار، إن هذه الجمعة هي ميثاقكم الجديد مع الأرض والهوية هي ليست مجرد وقفة، بل هي تأكيد عملي على أن المسيرة لم تتوقف، وأن الهدف بات قريبًا جدًا، إن الحضور غدًا ليس فقط لتلبية نداء، بل هو تجديد للعهد وتأكيد على التلاحم الذي هو السلاح الأقوى في معركتنا السلمية.
لا تدعوا أي صوت يشكك في أهمية وجودكم إن كل فرد منكم هو ركيزة أساسية في هذا المشهد العظيم، تخيلوا قوة الرسالة التي ستنطلق عندما يرى العالم تلك الألوف المؤلفة تتوحد في ساحة واحدة، بعد إتمام صلاتها، لترفع صوتًا واحدًا مطالبًا بحق مشروع.
إن هذا التجمع هو ترجمة حقيقية للإجماع الجنوبي، وهو دليل ساطع على أن قضية استعادة الدولة ليست مجرد مطلب سياسي، بل هي قضية شعبية جامعة لا تقبل القسمة، لنجعل من احتشاد الغد عزم وشموخ، لنرسم صورة الوحدة التي ستكون الأساس المتين لدولة الجنوب العربي المنشودة، لنجعل من هذا اليوم نقطة تحول يُشار إليها في المستقبل “من هنا بدأ التحرير الحقيقي” وحدتكم قوتكم، وإرادتكم هي مفتاح الاستقلال. موعد الغد في الساحات سيُشعل قنديل الأمل الذي لن ينطفئ