اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

صالح الضالعي يكتب: العقيد الطيار /أحمد العبار.. حينما يحلق الكبرياء في سماء الوجع

 

صالح الضالعي

في سماء الجنوب، حيث كانت الطائرات ترسم خطوط المجد على صفحة الزمان، وُلد أحمد العبار ليكون طياراً لا يشبه سواه. لم يكن مجرد رجل يرتدي بزّة عسكرية ويقود طائرة “سوخوي 22″، بل كان روحاً تحلق فوق الغيوم، تحمل معها حلم وطنٍ يتنفس الحرية، ويكتب تاريخه بأجنحة من نار ونور.

من معسكر بدر في العاصمة الجنوبية عدن، انطلقت رحلته، لا بحثاً عن المجد الشخصي، بل دفاعاً عن أرضٍ أحبها حتى النخاع. كان صوته في قمرة القيادة يشبه صوت الجنوب حين يغني للكرامة، وكانت عيناه تراقبان الأفق كما يراقب الأب أبناءه في ساحة اللعب، بخوفٍ وحبٍ وفخر.

لكن الرياح لا تأتي دائماً بما تشتهي الطائرات. بعد حرب 1994، أُجبر العبار على الهبوط، لا من السماء، بل من مقامه العسكري، ليجد نفسه سائق تاكسي في شوارع عدن. لم يكن ذلك انكساراً، بل تحوّلاً مؤلماً من سماء المجد إلى أرض الواقع، من قمرة القيادة إلى مقود السيارة، من صوت المحركات إلى صمت النسيان، الا لعنة الله على الاحتلال اليمني

رغم ذلك، لم يفقد العبار وقاره. ظل شامخاً، كالنخيل في وجه الريح، يروي للركاب قصص الطيران، لا ليحزنهم، بل ليذكرهم أن الكرامة لا تُقاس بالرتب، بل بالثبات على المبدأ. كان وجهه مرآة لزمنٍ مضى، وصوته نغمة حزينة في أغنية وطنٍ لم ينصف أبناءه.

وحين ظهر في تسجيل مرئي، لم يكن مجرد رجل يتحدث، بل كان الجنوب كله يتكلم من خلاله. بكى الناس، الى ماوصل اليه الحال وتلجلجت الاكباد من هول الصدمة التي ظهر من خلالها كوادر الجنوب الاطهار

الطيار الجنوبي (أحمد العبار) ليس مجرد اسم في سجل الطيران الجنوبي، بل هو قصيدة وطنية تُقرأ كلما ضاقت الأرض، وكلما نسينا أن في الجنوب رجالاً حلقوا عالياً، ثم هبطوا بصمت، دون أن يفقدوا شموخهم.. العقيد طيار احمد العبار بحاجة اليوم الى من يطبطب على اكتافه ويمنحه وساما وطنيا ويتكرم بصرف روشتة علاج له. تبا للاحتلال اليمني الممقوت

زر الذهاب إلى الأعلى