اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

عماد أبو الرجال.. الشاب الجنوبي الذي عاصر القائد الزُبيدي: بين الحلم والواقع

 

 

النقابي الجنوبي/إعداد/صالح ناجي

 

النقابي الجنوبي تسلط الضوء على تجربة جيل جنوبي نشأ في ظل نضال القائد “عيدروس الزُبيدي”، وتأثر بمسيرته السياسية والعسكرية:

 

في قلب الجنوب العربي، حيث تتشابك الجبال مع البحر، ويمتزج التاريخ بالنضال، نشأ الشاب الجنوبي البطل/ عماد أبو الرجال جيلٌ جديد من الشباب الجنوبيين الذين عاصروا مرحلة مفصلية من تاريخهم، قادها رجلٌ استثنائي يُدعى “عيدروس الزُبيدي”. لم يكن “الزُبيدي” مجرد قائد عسكري أو سياسي، بل كان رمزًا لحلمٍ جنوبيٍ طال انتظاره، حلم الدولة والهوية والكرامة.

 

النشأة في ظل التحديات

 

ولد الشاب الجنوبي عماد أبو الرجال في منطقة الاغوال، وفي بيئة مشحونة بالتوترات السياسية والاجتماعية، بعد حرب 1994 التي شهدت سيطرة القوات اليمنية البربرية على الجنوب، وفي تلك المرحلة، بدأ الضرغام الجنوبي القائد (عيدروس الزُبيدي) رحلته في المقاومة المسلحة، مؤسسًا حركة تقرير المصير «حتم» التي وحدت صفوف الجنوبيين، وخلقت من الضالع مركزًا للمقاومة وولادتها وكانت هي القلعة التي تتحطم عليها غزوات المحتل وتكسر ظهره في بداية عنفوان نصره المزعوم 1994م.

 

بالنسبة للشاب الجنوبي (عماد أبو الرجال)، لم تكن طفولته عادية. كانت مليئة بصور المظاهرات، وأصوات الاشتباكات، وأحاديث الكبار عن “الهوية الجنوبية” و”الحق المسلوب” منذ اجتياح الجيش العسقبلي اليمني المتخلف في عام 1994م، ومع انطلاق الحراك الجنوبي السلمي، بدأ هذا الشاب يدرك أن النضال لا يقتصر بأن يكون فقط بالبندقية، بل أيضًا بالكلمة والموقف والمبدأ الثابت كجبل شمسان واقفا وشامخا في وجه كل الاعاصير والمحن.

 

الوعي السياسي والنضج المبكر

 

كبر الشاب البطل عماد أبو الرجال وهو يرى بأن القائد “الزُبيدي” يقود المقاومة لتحرير الجنوب بصفة عامة والعاصمة الجنوبية عدن بصفة خاصة، وبذلك كان له دور كبير رغم صغر سنة في خوض المعارك  في 2015م، الغزو الثاني للمحتل اليمني، والذي به مرغت انف كل غازي في تراب الوطن الجنوبي الحر، ضف إلى هذا لمحت ابصاره ملامح قرب النصر الجنوبي يتشكل بدأ من تأسيس  المجلس الانتقالي الجنوبي في 2017، وإعلان عدن التاريخي الذي أعاد الأمل لأبناء الجنوب.. لم يكن الرئيس القائد “الزُبيدي” بالنسبة له مجرد قائد، بل كان تجسيدًا لفكرة أن الجنوب يمكن أن ينهض من تحت الركام.

في المدارس والجامعات، بدأ هذا الجيل يناقش قضايا الهوية، الفيدرالية، واستعادة الدولة الجنوبية وبناءها على أسس ومنهاج حضاري. أصبح لديهم وعي سياسي مبكر، مدفوعًا بتجاربهم الشخصية، وبخطابات الرئيس القائد “عيدروس الزُبيدي” التي كانت تحمل نبرة الحزم والأمل.

 

بين السلاح والفكر

 

كان انضمام الشاب الجنوبي المغوار /عماد أبو الرجال إلى ساحات الوغى الجنوبي منذ وقت مبكر لاسيما وان أبيه كان نبراسا لطلائع المقاومة الجنوبية التي شكلها وعجنها الرئيس القائد (الزُبيدي) في عام 1996م. ومثله ايضا تأثر الكثير من شباب الجنوب بالمقاومة المسلحة الجنوبية، فأنضموا إلى القوات الجنوبية التي أعاد القائد “الزُبيدي” تنظيمها وتدريبها، مؤمنين بأن الدفاع عن الأرض واجب مقدس. آخرون اختاروا طريق الإعلام، أو العمل المدني، أو التعليم، حاملين رسالة الجنوب في قلوبهم، ومرددين شعاراته في كتاباتهم ومواقفهم.

 

الجنوب في عيون العالم

 

مع انتقال الرئيس القائد “الزُبيدي” إلى المحافل الدولية، بدأ الشاب الجنوبي يرى قضيته تُناقش في الأمم المتحدة، وفي عواصم القرار الإقليمي. شعر أن صوته لم يعد حبيس الجغرافيا، بل أصبح جزءً من خطاب عالمي عن تقرير المصير وارساء العدالة.

 

خاتمة: جيلٌ لا يُكسر

 

الشاب الجنوبي الذي عاصر “الزُبيدي” هو جيلٌ لا يُكسر. جيلٌ تعلم من قائده أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع. أن الوطن ليس مجرد حدود، بل هوية وذاكرة ومصير. وبين الحلم والواقع، يواصل هذا الجيل السير، حاملًا راية الجنوب، ومؤمنًا أن النصر ليس بعيدًا

 

ؤكلمات قيلت عنه سيختزلها التاريخ في ذاكرته

 

كتب الناشط الجنوبي «أديب فضل»، والمكنى بأبو فضل مقالته تحت العنوان أنف الذكر، اغذ حاول ان يفي حق الشاب الجنوبي المغوار/ عماد أبو الرجال، وبطريقة مبسطة، وجاءت مقالته التي اعتبرها انها اتت ردا على الحملة الممنهجة التي تطال المناضلين الجنوبيين دون استثناء.. والغرض منها الاساءة والتشهير والتشكيك وذلك لغرض بث الكراهية وشق الصف واحداث ثغرات بين أبناء الجسد الواحد لكي يتمكنوا من ابتلاعهم ووطنهم مرة أخرى، ولكن هذه المرة لم تكن كأولاها. ربما انها ستكون اشبه بالحالقة التي لا تبقي ولا تذر غير لواحة أو حتى معرفة بين هذا وذاك ولا مفر منها ولا يفيد حينها الندم والتندم.

 

(عماد أبو الرجال): ظل الشمس

 

_لم يكن عماد محمد أحمد الزُبيدي مجرد رفيق، بل كان ظلاً يتبع خطى القائد، وسنداً لا تهزه عواصف.

من قلب الضالع، مدينة الصمود، خرج شاب يحمل في روحه تاريخ أبيه، الذي كان درعاً وسيفاً للقائد (عيدروس الزُبيدي)، في زمن كان فيه الأوفياء نادرين كالقمر في كبد الليل المظلم وهكذا دواليك.

لم يدرس «عماد أبو الرجال» إدارة الأعمال ليدير شركات خاصة، بل ليدير شركات ساحات المعارك المعمدة بالدماء الزكية، وليصنع مجداً لا يُباع ولا يُشترى.

كان اسمه يتردد في كل معركة، من تحرير الضالع حتى الوصول إلى عدن

أصيب مرة تلو الأخرى، في معركة الخزان التي منه أشرقت فجر  الكرامة واستعادة أمجاد الآباء والأجداد والبطولات والتضحيات الجنوببة، ومن ثم أصيب في جبهة لكمة صلاح بالقرب من مديرية قعطبة اليمنية، ولكن جسده كان يرفض أن ينهزم، كأنه يقول للجراح: “لن تمروا من هُنا”.

وفي عام 2016، ظن الأعداء أنهم يصيبون القائد، فأصابوا ظله، وكانت الإصابة خطيرة، لكنها لم تكسر روحه، بل نحتت فيه لقب “حامل الجراح السبع”.

من ينظر إلى تاريخ “أبو الرجال”، يرى شجاعة لا تنضب، ووفاءً لا يلين، إذ كان رفيق درب، وصديق قضية، لا يتزعزع ولا يتغير

إذا حاولت أن تسيء لرمز عظيم مثل عماد أبو الرجال، فأعلم أنك تحاول حجب الشمس بيديك، وهل يستطيع أحد أن يوقف شروقها؟

زر الذهاب إلى الأعلى