وقاص النعمي يكتب.. رجال بلاملامح

كتب/قاص فيصل النعمي
في منتصف عام 2009 صدرت أوامر رئاسية من أعلى سلطة في الدولة وهو الهالك عفاش حينها لإغلاق صحيفة الأيام العريقة ومنعها من النشر على خلفية نزاع مصطنع على منزلهم في صنعاء سقط على إثر هذا النزاع قتيل بينت كل الدلائل والبراهين أن مجموعة رجال الأمن الذين هاجموا المنزل هم من قتلوه من الخلف وتم تلفيق التهمة ضد المناضل احمد عمر المرقشي حارس المنزل وقتها …
هذه المقدمة التي سردتها لكم كانت ضرورية حتى نصل إلى صلب موضوعنا حيث دعت أسرة باشراحيل ملاك الصحيفة العريقة إلى اعتصام مفتوح أمام المنزل ومقر الصحيفة الكائنان في حي الرزميت بكريتر وشارك في الاعتصام المفتوح والذي استمر قرابة السبعة أشهر أعداد كبيرة من الناشطين السياسيين والحقوقيين وكذلك عدد من ناشطي الحراك الجنوبي ( وكاتب المقال واحد ممن شاركوا في الاعتصام)
قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري العفاشي قررا في بداية شهر يناير من عام (2010) اقتحام المنزل واعتقال مالك الصحيفة المرحوم الاستاذ هشام باشراحيل..فتم احكام الحصار على المنزل وإخلاء معظم منازل الحي تمهيدا للعملية وتم فض الاعتصام المفتوح بالقوة وفي هذه الأثناء كان محرري وطاقم الصحيفة وكثير من المتضامنين معهم محشورين داخل المنزل..
وفي خضم الحصار الذي بدأ عصر ذاك اليوم المشهود سرب إحدى محرري الصحيفة المغمورين والذي لم يكن أحد يسمع عنه أو يقرأ له إلا فيما ندر..سرب خبرا عبر شبكة الإنترنت عن اختفاءه المفاجئ وأنه بمجرد مغادرته مقر الصحيفة قبل بداية احكام الحصار تم خطفه وانقطع الاتصال به رغم وجوده داخل مكتبه في مبنى الصحيفة…واكتشف المسؤولين عن الصحيفة هذه الكذبة بعد مرور وقت ليس بالطويل على تمريره في شبكة الإنترنت
طبعا تم توبيخ الشخص بشكل قوي ولم تمر اسابيع معدودة حتى تم فصله من الصحيفة التي بقيت متوقفة عن الصدور لأكثر من أربع سنوات حتى عام 2013 حين عاودت الصدور بنفس طاقمها السابق تقريبا عدا ذاك الصحفي المتحذلق…
لكن الحكاية لم تنته هنا ..إذ أسس هذا الشخص وبدعم مباشر من اولاد الدنبوع عبدربه منصور والذي استلم السلطة بداية عام 2012 اسس صحيفة أطلق عليها اسم عدن الغد كان كل هدفها تلميع صورة الدنبوع واولاده والمقربين منه وتشويه صورة الحراك الجنوبي وإظهار عناصره وقياداته بمظهر المشاغبين ومختلقي الفوضى … ولا بأس من اضافة الكثير من الفبركات والبهارات التي دأب عليها هذا المتحذلق واستمر على سياسته في تشويه اي صورة جميلة في عدن أو في الجنوب بشكل محاولا تهميش دور السلطة القائمة حاليا في تثبيت الأمن وتطبيع الأوضاع فتارة ينتقص من دور المجلس الانتقالي أو يشوه صورته..وتارة يتغنى بعهد الهالك عفاش معتقدا أن الذاكرة الجمعية للناس مثقوبة وأنه باستطاعته الضحك عليهم وخداعهم مثلما حاول في المرة الأولى
وربما لم تكن الاولى يوم اختلق قصة اختفاءه المفاجئ وهو يقبع داخل مبنى صحيفة الأيام
فهل عرفتم من هو الشخص ؟
وقاص فيصل نعمي
ناشط سياسي جنوبي
عدن 1/10/2025