رسالة مفتوحة إلى الحكومة ووزارة الصناعة والتجارة

كتب/ جلال باشافعي
أيها المسؤولون، أيها التجار،
انخفاض العملة الأجنبية يجب أن يكون بشارة خير للمواطن لا عبئًا جدديدًا على كاهله.
لقد شاهدنا جميعًا الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا لضبط أسعار الصرف، وبفضل تلك الإجراءات انخفض سعر العملة الأجنبية إلى مستويات غير مسبوقة. ومن الطبيعي – بل من المنطقي – أن يرافق ذلك الانخفاض تراجع في أسعار السلع والخدمات بشكل يوازي هذا التحسن في قيمة الريال اليمني. لكن ما نراه على أرض الواقع مختلف تمامًا عما يجب أن يكون.
أين الخلل؟
قبل الانخفاض، كانت بعض السلع تباع مثلًا بـ 100 ريال سعودي، وعند تحويلها إلى الريال اليمني حينها كان سعرها يعادل 75,000 ريال. بعد تدخل الحكومة وانخفاض سعر الصرف إلى حدود 42,000 ريال، كان من المفترض أن تنخفض الأسعار مباشرة إلى ما يعادل سعر الصرف الجديد أي حوالي 42,000 ريال. لكن ما حصل هو أن التجار خفضوا الأسعار جزئيًا فقط – فبدل أن تكون السلعة بـ 42,000 ريال أصبحت بـ 50,000 ريال، أي أن المواطن لا يزال يدفع فرقًا كبيرًا يفترض أنه ذهب لصالحه.
والسبب في ذلك – حسب ما نراه – أن الحكومة ألزمت التجار بالتسعير بالريال اليمني فقط، وهذا أتاح للتاجر مساحة للتلاعب بالأسعار وبيع السلعة بسعر أعلى من قيمتها الفعلية بسعر الصرف الجديد.
النتيجة
المواطن هو المتضرر الأكبر.
التاجر لم يخسر لأنه يشتري أصلاً بعملة أجنبية ويبيع بسعر صرف أعلى مما دفعه.
الحكومة لم تتابع بشكل دقيق مدى التزام الأسواق بالتخفيض الحقيقي للأسعار.
المواطن هو من يدفع الثمن من قوته اليومي، رغم أن كل الأسباب كانت توحي بانخفاض الأسعار.
الحل المقترح
كان المفترض على الحكومة أن تلزم التجار ببيع السلع بنفس عملة الشراء (الريال السعودي أو الدولار) أو بما يعادلها حسب سعر الصرف اليومي، حتى لا يظلم المواطن ولا يخسر التاجر. بهذه الطريقة تبقى الأسعار مرتبطة مباشرة بسعر الصرف، ويستفيد المواطن من أي تحسن فوري للعملة.
رسالتنا واضحة
أيها المسؤولون، المواطن اليوم يئن من ارتفاع الأسعار رغم تحسن العملة، وهذه مفارقة غير مقبولة. المطلوب رقابة صارمة وقرارات شجاعة تربط الأسعار بسعر الصرف الفعلي بشكل يومي، حتى لا تبقى جيوب المواطنين ضحية للمضاربة وجشع بعض التجار.
المواطن يريد عدالة في السوق، لا شعارات إعلامية ولا قرارات على الورق فقط. فكما عملتم على إنزال سعر الصرف، نطالبكم بالعمل على إنزال الأسعار بشكل حقيقي وملموس، حتى يشعر المواطن بثمار ما تقومون به.
جلال باشافعي
صوت شعب الجنوب