اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

تفحيط.. كارثة الأمطار في عدن ومحافظات الجنوب وصمت الأمم

وئام نبيل علي صالح

في مشهد يعكس هشاشة الواقع.. اجتاحت مدينة عدن موجة أمطار غزيرة غير مسبوقة، حولت شوارعها إلى أنهار من الطين والمياه، وأغرقت أحياءها في ظلامٍ من المعاناة. هذه الكارثة المناخية لم تكن مجرد ظاهرة طبيعية، بل كشفت عن عمق الأزمة التي تعيشها المدينة، وسط تجاهل دولي يثير الاستغراب والغضب.. مأساة إنسانية تتكرر بلا تدخل – السيول جرفت كل شيء في طريقها: سيارات، منازل، أرواح بريئة. في محافظة شبوة، غرق شخصان بعد أن جرفتهما المياه في منطقة أم عثيم، بينما فقدت حضرموت شاباً في بركة عميقة خلفتها الأمطار – في عدن، تحولت الشوارع إلى مستنقعات، وتكدست القمامة والحجارة، مما أدى إلى تفشي الأمراض الجلدية والتنفسية، خاصة بين الأطفال وكبار السن – المدارس أُغلقت، والمستشفيات باتت عاجزة عن استقبال الحالات الطارئة، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه، ما زالت عدن تعاني من ضعف شديد في شبكات تصريف المياه، وانعدام الصيانة الدورية للمجاري رغم أن هُناك محاولات من قبل المحافظ «لملس» انشاء شبكة تصريف مجاري جديدة إلا أن اليد الواحدة لا تصفق لطالما وان الامكانات غير متاحة إلا بما هو متاح.. ومع كل موسم أمطار، تتكرر الكارثة، دون أن تتحرك السلطات المحلية لإيجاد حلول مستدامة. المواطنون يواجهون المصير وحدهم، بلا دعم، بلا صوت، بلا أمل.. رغم أن الجنوب يُعد أكثر هشاشة مناخياً وإنسانياً لاسيما بعد تعرضه للاحتلال اليمني، لم يصدر أي بيان عاجل من الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة الكبرى بشأن كارثة عدن ومحافظات الجنوب، لا مساعدات، لا فرق طوارئ، لا دعم لوجستي. هذا الصمت الدولي يعكس خللاً في أولويات المجتمع الدولي، ويطرح تساؤلات أخلاقية حول مفهوم العدالة الإنسانية.
ما يحدث في عدن ومدن الجنوب ليس مجرد حدث مناخي عابر، بل هو نداء استغاثة يجب أن يسمعه العالم. المطلوب ليس فقط مساعدات غذائية أو طبية، بل دعم مشاريع البنية التحتية المقاومة للكوارث، وإنشاء مراكز إيواء مؤقتة للاجئين اليمنيين وغيرهم والمتضررين، ضف إلى إطلاق حملات توعية بيئية ومجتمعية حول مخاطر السيول، والضغط على الجهات المحلية والدولية لتبني سياسات مناخية عادلة ومستدامة.. وفي النهاية، تبقى عدن خاصة، والجنوب مدن تنزف بصمت، وتنتظر من العالم أن يمد لهن يد العون، لا أن يدير ظهره. فهل نتركهن تغرقن في العزلة، أم نعيد لهن الحياة بصوت التضامن والإنسانية؟

زر الذهاب إلى الأعلى