اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار وتقارير

54 عاماً من التضحية.. قصة “الجيش الجنوبي” الذي لم ينكسر

 

النقابي الجنوبي/تقرير/خاص

 

في الأول من سبتمبر، تتجدد ذاكرة الجنوبيين مع مناسبة تحمل قيمة وطنية استثنائية، ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي. أربعة وخمسون عاماً مرّت منذ ميلاد هذا الكيان العسكري، الذي ظل على الدوام عماد الهوية الجنوبية وسياجها الحصين، ورمزاً للسيادة والكرامة.

إنها محطة تختزل ماضياً من التضحية، وحاضراً من الصمود، ومستقبلاً يرسم ملامح الدولة المنشودة.

محاولات تدمير لم تُنهِ الروح

بعد وحدة 1990 المشؤومة وما تلاها من حرب 1994، تعرض الجيش الجنوبي لعملية تفكيك ممنهجة – من قبل الاحتلال اليمني – استهدفت قدراته ومؤسساته.

الهدف كان واضحاً: تجريد الجنوب من قوته العسكرية وفرض الهيمنة عليه.

لكن، وبرغم التهميش والتدمير، بقيت روح الجيش حاضرة في وجدان الجنوبيين.
الدكتور صدام عبدالله أشار إلى أن تلك المؤامرات لم تستطع محو إرث هذا الجيش، مؤكداً أن أبناء الجنوب أعادوا بناءه من جديد بعد الغزو الحوثي عام 2015، ليعود أكثر صلابة وتنظيماً.

ميلاد جديد من رحم المقاومة

مع اجتياح الحوثيين للجنوب، برزت المقاومة الجنوبية من الضالع بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، لتتحول لاحقاً إلى نواة لجيش متجدد. ومع دعم شعبي واسع، وبمراحل متتالية من التنظيم والتدريب، تكوّن جيش منضبط قادر على حماية الأرض. اليوم، يصفه الجنوبيون بأنه ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل عنوان للسيادة وصوت لإرادة الشعب.

مدرسة وطنية في ذاكرة الأجيال

المقدم محمد النقيب أكد أن الجيش الجنوبي “لم يكن يوماً قوة عسكرية فحسب، بل مدرسة وطنية عظيمة خرّجت رجالاً أشداء وقادة أوفياء، ليبقى الجنوب عصياً على الغزاة وصامداً أمام التحديات”. ويرى أن هذه الذكرى محطة لتجديد العهد، واستحضار قصص الشهداء والجرحى الذين صنعوا التاريخ بدمائهم وتضحياتهم.

الجيش والهوية والسيادة

الجنوبيون يؤمنون أن الجيش هو الركيزة الأساسية لمعركة التحرير والاستقلال، وأنه صمام أمان المجتمع في مواجهة كل الأخطار. في كل شبر من أرض الجنوب، حكايات لجنود ضحوا بأرواحهم لتبقى الهوية حية والسيادة محفوظة. ومع تطور الأحداث، أصبح الجيش ليس فقط قوة حماية داخلية، بل عنواناً لمشروع سياسي وشعبي يسعى لاستعادة الدولة الفيدرالية الجنوبية.

شراكة استراتيجية مع التحالف

لم يخض الجيش الجنوبي معاركه منفرداً، فقد امتزج دمه بدماء الأشقاء في التحالف العربي. شراكة أثبتت فاعليتها في مواجهة الحوثيين والجماعات الإرهابية، وعززت من قدرات الجنوب في حماية أرضه ومياهه.
سياسيون وناشطون جنوبيون وجهوا شكرهم للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على دعمهم العسكري والإنساني والتنموي. وفي السياق نفسه، شدد النقيب على أن الجيش الجنوبي أصبح اليوم شريكاً فاعلاً في حماية الأمن القومي العربي والملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن.

الحرب الإعلامية وتحدي الصورة

بالتوازي مع المعارك الميدانية، يواجه الجيش حرباً إعلامية تهدف إلى تشويه صورته والنيل من قياداته. ناشطون جنوبيون دعوا إلى التصدي لهذه الحملات، وتوحيد الخطاب الإعلامي لإبراز الدور البطولي للقوات المسلحة في تثبيت الأمن وحماية الجنوب. مؤكدين أن الجيش بات يمثل ثقة المجتمع، وعنوان وحدته واستقراره.

التفاعل الشعبي والرسائل الداخلية

الذكرى الرابعة والخمسون لم تقتصر على البيانات الرسمية، بل شهدت تفاعلاً واسعاً من المواطنين الذين عبروا عن فخرهم بجيشهم في الميادين والفضاءات الإعلامية. هذا التفاعل الشعبي يعكس إدراكاً عاماً بأن الجيش ليس مؤسسة منفصلة عن المجتمع، بل هو امتداد طبيعي له، خرج من صفوفه ويحمل قضاياه على عاتقه.

القيادة وتجديد العهد

في تهنئته بهذه المناسبة، أكد الرئيس عيدروس الزُبيدي أن “أبطال القوات المسلحة الجنوبية أثبتوا في كل المراحل أنهم حماة الجنوب الأوفياء ودرعه الحصين”، مشدداً على أن القيادة ماضية في بناء جيش قوي على أسس وطنية راسخة. كلمات تلخص رؤية مستقبلية قوامها الشراكة بين القيادة والجيش والشعب.

درع الوطن ورمز المستقبل

عيد الجيش الجنوبي الرابع والخمسون ليس مجرد ذكرى احتفالية، بل هو شاهد على مسيرة طويلة من التضحيات، ورسالة تؤكد أن هذا الجيش كان وسيظل درع الجنوب وركيزة مشروعه الوطني. وبين التاريخ والسياسة وصوت الشعب، يبقى الجيش الجنوبي القوة التي لم تنكسر، والذاكرة الحية التي تعيد رسم ملامح المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى