اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

طهران تحت الضغط: مواجهة غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل

 

كتب / بسام اليافعي

الساعة الثالثة فجرا في طهران، والمدينة لم تعرف هدأة مماثلة منذ سنوات.
في غرف العمليات العسكرية، ضباط إيرانيون يراقبون شاشات مليئة بالمعلومات المتضاربة: انفجارات في مواقع حساسة، تحليق طائرات مسيرة، ورصد أنشطة استخباراتية غير معتادة. الأصوات متوترة، والهواتف ترن بلا توقف. {خامنئي} القائد الأعلى، غائب عن المشهد العام، وغموض مكانه يضاعف التوتر داخل أروقة السلطة.

في نفس الوقت، في “تل أبيب”، مراكز القيادة الإسرائيلية تستعرض بيانات الرصد، تعد الخطط بدقة، وتوازن بين الاستهداف الفعال وتجنب التصعيد المفتوح. كل عملية استخباراتية، كل هجوم محدود، محسوبة لحظة بلحظة، لأن أي خطوة خاطئة قد تشعل المنطقة كلها.

الشوارع الإيرانية تتحول إلى مشهد من الهلع: “سيارات إسعاف تجوب الطرقات، الناس يركضون باتجاه الملاجئ، والتكهنات تتسارع عن حجم الخطر القادم”.
وسائل الإعلام المحلية تحاول احتواء الأخبار، بينما وسائل التواصل تنتشر فيها مقاطع الفيديو المروعة، التي تزيد من الذعر الجماعي.

التحليل الاستراتيجي يقول إن أي تصعيد قد يكون بداية سلسلة من الأحداث التي لا تقتصر على إيران وإسرائيل فقط. دول الجوار، خطوط الطاقة، طرق التجارة، وحتى أسواق النفط العالمية، كلها ستشعر بالاهتزاز. القوة العسكرية، التحالفات الإقليمية، والقدرة على التحكم بالمعلومات، كلها عناصر قد تحدد من سيخرج منتصرا ومن سيعاني.

في قلب هذا الغموض، يبقى السؤال الأكبر: ماذا سيحدث إذا استمر اختفاء القيادة الإيرانية؟ وكيف ستتصرف إسرائيل، ومعها حلفاؤها، في مواجهة فراغ محتمل للسلطة؟ كل لحظة تمر تحمل معها احتمالات جديدة، وكل حركة محسوبة قد تحدث تأثيرا يتردد صداه عبر الشرق الأوسط بأكمله.

الواقع أن هذا ليس مجرد سيناريو، بل مشهد حي من التعقيد السياسي والعسكري، حيث تتشابك الأبعاد الداخلية مع الإقليمية والدولية. متابعة كل تفصيل، كل انفجار، وكل خطوة عسكرية، تمنحنا نافذة لرؤية المستقبل المحتمل قبل أن يصبح واقعا لا يمكن إنكاره.

زر الذهاب إلى الأعلى