اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الفصل السادس: ازمة ضمير.. رواية تحت الطاولة

الفصل السادس: ازمة ضمير

كتب/ بسمة نصر

(رواية تحت الطاولة)

جلس المدير أمامي، يمرر يده على الطاولة كما لو كان يخطط لشيء ما، وقال بابتسامة ودودة، “أنتِ تعلمين أني أعتمد عليك كثيرا… الزبائن يحبون رؤية فواتير دقيقة وطلبات مضبوطة… وفريقنا يجعل كل شيء يبدو أكثر احترافية”.

ابتسمت بهدوء وقلت، “الزبائن بحاجة إلى الثقة. الزبونة تضع جوالها بين يداي وهي واثقة أن لا أحد سيتلاعب به”.

تنهد المدير وقال، “السوق يحتاج إلى الترند… الأسعار يجب أن تكون مناسبة… ويجب أن يعرف الزبائن أن لدينا فريقا متخصصا.
“التسويق يبدأ من عندك”.

حاولت أن أذكره بأن الزبونة تسلم جوالها وهي تعرف أن المهندسة ستقوم بالإصلاح، فلا داعي لأي خداع. لكنه راوغ من جديد، متحدثا عن الأسعار وكيفية جذب الزبون، وكأن الثقة مجرد إعلان تسويقي.

ثم قال المدير بنبرة واضحة، “إلى ماذا تريدين أن توصلي”؟.

أجبته، “لا شيء… نحن فقط نتناقش”.

حاول المدير تلطيف الجو بابتسامة، وقال: “أخبرتك أن تبقي في البيت معززة ومكرمة… وسأصرف عليك”.

أجبته بثبات، “أنا أعمل بمجهودي وأكسب أموالي، شكراً لك”.

تردد للحظة، ثم قال بابتسامة هادئة، “أعرف أنك قد شعرتِ بالانزعاج… أنتِ جزء مهم من الفريق”.

( قلت في نفسي، كل هذا مجرد مراوغة… يريد فقط دعمي للانضمام إلى الفريق).

حدق فيّ للحظة، وقال: “اذهبي إلى كرسيك وجهزي نفسك للعمل قبل أن تأتي الزميلات، وركزي على مهمتك”.

جلست أفكر وأدركت أن هذا المكان لن يغير مبادئي، وأن صراعي الحقيقي ليس فقط مع المدير، بل مع كل محاولة للتلاعب بالثقة.

في دفتري الليلي كتبت:
“قد تبدو الأمور بسيطة من الخارج، لكن هناك دائما تفاصيل صغيرة تختبر صدقنا… والثقة تبقى أغلى ما يمكن أن نحتفظ به”.

زر الذهاب إلى الأعلى