الجنوب يثبت قدرته في قلب الكارثة

مازن علاء
في الوقت الذي يحتفل فيه أنصار “الوحدة اليمنية” في بلدان المهجر، وتُشعل ميليشيات الحوثي سماء صنعاء بالأضواء احتفاءً بالمولد النبوي، كان الجنوب — وتحديدًا العاصمة عدن — يعيش السبت الماضي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية بسبب السيول العارمة التي اجتاحت مديرية البريقة، وغمرت أحياء بأكملها.
في هذا المشهد المتباين، لم يكن شباب وقيادات الجنوب غائبين، بل كانوا في الصفوف الأولى، ينقذون، يواسون، ويقودون جهود الطوارئ. الدكتور /صلاح الشوبجي مدير عام مديرية البريقة، أصيب أثناء محاولته إنقاذ أحد المواطنين من الغرق، في موقف إنساني بطولي يُجسّد العلاقة المتينة بين المواطن والمسؤول في جنوب اليوم.
أحمد حامد لملس، محافظ عدن، تفقد المناطق المنكوبة منذ اللحظات الأولى، وأشرف ميدانياً على أعمال الإغاثة والتنظيف، بينما أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء« عيدروس الزبيدي»،رئيس المجلس الانتقالي حملة طوارئ موسعة، ووجه برفع جاهزية الوحدات الخدمية والإنسانية.
في الوقت الذي غابت فيه الدولة المركزية، أثبت الجنوبيون — بقياداتهم وشبابهم — أن لديهم القدرة على إدارة الدولة، وعلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الأزمات. المواطن في الجنوب لم ينتظر، والمسؤول لم يتأخر، والميدان كان الشاهد.
الجنوب لا يرفع شعارات فارغة، بل يقدّم أفعالًا على الأرض.