قبل أن ننام: رحلتي بين تحديات السهر وإبداع صناعة الخبر

 

كتب/ بسمة نصر

 

في عالم الصحافة السريع والمتقلب، أجد نفسي أحيانا أواجه تحديا كبيرا بين سرعة الإنجاز ودقة المعلومة. عملي لا ينتهي عند مجرد نشر الأخبار، بل يبدأ معه رحلة طويلة مـِْن البحث والتحقق والابتكار، حتى عندما يكون التعب واضحا بسبب السهر.

 

أحيانا أصحو متأخرة بسبب تأثير السهر، فأجد زميلتي قد نشرت معظم الأخبار الصباحية. لكنني لم أترك الأمر للصدفة، بل اخترع الاخبار. فعندما لا أجد الجديد، أبدأ بابتكارها من مواضيع بسيطة. مثلا، قد أحول مـــِْن موضوع عن فوائد الطماطم إلى خبر علمي يدعم كيف تفيد الطماطم صحة الإنسان وتزوده بالكالسيوم، بحيث يتحول الموضوع إلى خبر مفيد وجذاب للقراء.

التنسيق مع زملائي مهم جدا، لكنني أعترف أنني أحيانا أنسى إخبارهم لتقسيم الأخبار، وهذا يزيد من ضغط العمل. إعداد المادة الصحفية ليس مجرد نسخ ولصق، بل أبحث وأتحقق بدقة. مثلا، عندما أكتب عن شخصية عامة، لا أكتفي بالمعلومات السطحية التي أجدها، كأن يكون تاريخ ميلادها في ويكيبيديا 13 أغسطس (8/13)، بل أبحث في مصادر متعددة وأتحقق من صحتها، لأنني أعلم جيدا أن خطأ صغير قد يشتت القارئ ويفقده الثقة.

أعتني أيضا بالصور المرافقة، وأعيد تدقيقها مرات عدة لأتأكد من دقتها ومطابقتها للموضوع، لأن القارئ يستحق محتوى متكاملا ومحترما.

 

بهذا الأسلوب، أعيش كل يوم تحديا جديدا وأبدع في عملي الصحفي، لأن الصحافة بالنسبة لي ليست مجرد نقل أخبار، بل فن يتطلب جهدا واحترافية، وكل ذلك من أجل أن أوصل لكم الأخبار بأفضل صورة.

 

وكما قال سقراط:

“الحياة بدون تأمل لا تستحق أن تعاش”

وأضيف: التأمل هذا أحيانا يكون أمام شاشة الهاتف قبل أن ننام، مع فنجان قهوة أو حتى… حبة طماطم!