اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

من تريم تبدأ نهايتهم.. الاحتلال اليمني في حضرموت إلى زوال

 

النقابي الجنوبي/ خاص

فجرًا، وبينما كانت تريم تغفو على جراحها المفتوحة، اندفعت أكثر من ثمانين آلية عسكرية لقوات الاحتلال اليمني تابعة للمنطقة الأولى نحو المدينة السلمية، مزودة بترسانة من الأسلحة الفتاكة. هدفها المعلن: فضّ اعتصام. لكن الهدف الحقيقي، كما يكشفه الميدان وتقرأه عدسة الوعي، هو كسر الإرادة الجنوبية، وتحديدًا في تريم – قلب حضرموت الرافِضة.

لم يكن هذا مجرد هجومٍ أمني، بل مشهدًا استعمارياً كلاسيكياً يعيد إنتاج ذاته: قوة عسكرية غاشمة، تحت راية ما تسمى بـ “الجمهورية اليمنية”، تداهم أرضًا جنوبية آمنت بالحوار السلمي وانتزعت حقها في الاحتجاج. وكما قال الكاتب الجنوبي ناصر التميمي:

> “هذه القوات جاءت لاقتحام اعتصام ثوار تريم الشجعان السلميين، المرابطين منذ أيام من أجل لقمة العيش الكريمة. لكنها لم تجرؤ على الاقتحام في وضح النهار، لأنها تخشى المواجهة مع شعبٍ صلب لا يخاف ولا يساوم”.

المنطقة الأولى.. وظيفة استعمارية بأدوات قمعية

يُصرّ التميمي على تسمية الأمور بأسمائها. ليست هذه القوات جهة نظامية، بل أداة احتلال يمنية تحرس مصالح المتنفذين.

> “قلنا إن قوات المنطقة الأولى هي مسمار جحا في وادي حضرموت لحماية ناهبي الثروات”،
وما حدث في تريم ليس استثناءً، بل تأكيد على هذه الحقيقة: أن الجغرافيا الجنوبية مخترَقة عسكريًا لخدمة مشروع هيمنة اقتصادية وسياسية.

 

في مقابل ذلك، تغيب “السلطة المحلية” وتتوارى المكونات التي صدّعت رؤوس الناس بحقوق حضرموت.

> “لم نسمع ولا كلمة من السلطة، ولا حتى نخساً من أكثر من مائة مكون كرتوني”،
لأن هذه الأدوات، كما يكشف التميمي، تُدار من ذات المنظومة اليمنية التي تحتقر الجنوب وتخشى نهضته.

 

تريم لا تنكسر

لم تهرب تريم، ولم تتراجع. أمام الرصاص، وقفت بصدور عارية.
> “ما رأيته اليوم من صمود واستبسال أمام القوة المفرطة أذهلني”،
يقول التميمي، مشيرًا إلى أن ما جرى لم يكن مجرد احتجاج، بل ولادة جديدة للجنوب المقاوم.
بل إن النساء كنّ في الطليعة، يواجهن الرصاص بنداء واضح:
> “ارحلوا من أرضنا… حرروا أهلكم من الحوثي، أما نحن فصامدون”.

دعوة للفعل.. لا للصمت

تريم اليوم ليست بحاجة إلى بيانات استنكار، بل إلى موقف.

> “تريم بحاجة إلى مؤازرة من كل الحضارم”،

ويضيف التميمي:

> “من يراهن على هزيمتكم فإنه واهم، تريم صامدة صمود جبال سمَشان ولن تنكسر”.

هذه ليست معركة تريم وحدها. إنها اختبار لحضرموت، وللجنوب، ولمنظومة الوعي الشعبي. فإما أن نكون على قدر التحدي، أو نترك الاحتلال يُعيد ترتيب المشهد بما يخدم نخبه وأذرعه.

الوعي أقوى من الرصاص

ما جرى في تريم يؤكد أن الاحتلال اليمني يعيش أزمة أخلاقية وميدانية. لا أحد يرسل هذا الكمّ من الجنود والمدرعات لاقتحام اعتصام، إلا إذا كان يخشى الكلمة الحرة، ويعلم أن الوعي أخطر من الرصاص.

ولأن الجنوب لن يعود إلى بيت الطاعة، فساعة الرحيل تقترب. فكل قمع يُنتج مقاومة، وكل رصاصة تُطلق على الثوار تُطلق في صدر الاحتلال نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى