اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

مشهد في الحديقة… أب يستحق أن يكتب عنه

 

 

كتب/ بسمة نصر

 

نزلت اليوم إلى الحديقة، كما أفعل أحيانا حين أحتاج للهدوء ومراقبة الحياة. أرى الناس من حولي، كل يحمل همومه بصمت، ويمشي بقصة لا تحكى.

 

لفت انتباهي مشهد بسيط، لكنه ترك أثرا عميقا…

عائلة صغيرة، مكونة من خمس فتيات، تتناثر ضحكاتهن في أرجاء الحديقة كأنهن زهرات في ربيع الحياة.

 

لكن ما لفتني أكثر هو الأب… كان يلعب مع اثنتين من بناته بحب ظاهر، بينما الأم كانت تجلس على مقربة، تعتني ببقيتهن.

 

دون أن يشعر، التقطت له صورة، ثم اقتربت منه وقلت:

“أنا كاتبة في النقابي الجنوبي، هل تسمح لي بنشر هذه الصورة؟”

رد بابتسامة ودودة: “عادي، لكن ماذا ستكتبين؟”

فقلت له: “سأكتب فقط عن جمال دور الأب الحقيقي”.

 

وأنا أتابع هذا الأب، استوقفتني عدة أفكار…

في وقت نرى فيه كثيرا من الآباء يتركون أسرهم خلفهم، ويقضون الساعات الطويلة في “أركان القات” أو مع الأصحاب، غائبين عن تفاصيل أبناءهم، كان هذا الرجل يقدم مشهدا مختلفا… حقيقيا… نقيا.

 

رغم ما يحمله من مسؤولية – فخمسة أطفال ليسوا عبئا سهلا – إلا أنه اختار أن يكون حاضرا، أن يلعب، أن يمنح بناته لحظة فرح تكتب في ذاكرتهم للأبد.

 

شعرت بثقل ما يحمله، ورغم ذلك كان يلعب… يحاول أن ينسى همومه، أو ربما يخفيها بابتسامة لأجل أطفاله.

 

في هذا الزمن الصعب…

مشهد كهذا لا يمر مرور الكرام، بل يكتب عنه، ويحتفى به…

 

لأن هذا الأب نموذج نفتقده كثيرا، ونحتاج إليه أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى