اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الحكومة البريطانية تستعين بالمؤثرين لتسويق رسائلها السياسية: خطوة ذكية أم دعاية ناعمة؟

 

النقابي الجنوبي – متابعات

 

أثار لجوء الحكومة البريطانية إلى مجموعة من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر رسائلها الرسمية تفاعلا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية، واعتُبر خطوة تعكس إدراكا متزايدا لتحولات المشهد الإعلامي في المملكة المتحدة.

وفي خطوة غير تقليدية، استضاف مقر الحكومة في “10 داونينج ستريت” مؤخرًا عددًا من صانعي المحتوى والمؤثرين، الذين يتابعهم مجتمعون نحو 250 مليون شخص حول العالم، وذلك في إطار ما وصفته الحكومة بأنه “تواصل مباشر مع الجمهور عبر القنوات المؤثرة فعليًا”.

الكاتبة في صحيفة “فايننشال تايمز”، (جيميما كيلي)، وصفت المبادرة بأنها “ذكية وفعالة من حزب العمال في مجال العلاقات العامة”، وعلّقت بالقول: “إذا كان بوسع الحكومة تنظيم حفل مرح مرة واحدة في السنة، مقابل أن يشارك المؤثرون رسالة سياسية إيجابية بأسلوب ودود، فإن ذلك يبدو صفقة رابحة – على الأقل بالنسبة لرئيس الوزراء (كير ستارمر)”.

من الإعلام التقليدي إلى التأثير الرقمي

خطوة “داونينج ستريت” تأتي في وقت تتغير فيه عادات استهلاك الأخبار بسرعة في بريطانيا. وبحسب تقرير رويترز للأخبار الرقمية لعام 2025، فإن 39% من البريطانيين باتوا يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار، ولو أحيانا. بينما تجاوزت هذه النسبة في الولايات المتحدة 54%، متفوقة لأول مرة على نسب متابعة الأخبار التلفزيونية.

وفي تعليق لموقع Politics Home، قال مصدر في حزب العمال إن “الحكومة تدرك منذ زمن أننا بحاجة للذهاب إلى حيث يوجد الناس فعليا”، مضيفا أن الوزراء سيعملون بشكل أوثق مع المؤثرين والمنصات الصغيرة إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية.

– الحدود بين العلاقات العامة والمساءلة

لكن (كيلي) حذّرت في مقالها من الخلط بين “العلاقات العامة” و”المساءلة الصحفية”، مشيرة إلى أن الرهان على المؤثرين ينطوي على مخاطرة محتملة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بـ انتشار المعلومات المضللة على الإنترنت.

وأشارت إلى نتائج التقرير نفسه، الذي بيّن أن 38% من الناس يفضلون الرجوع إلى مصادر إخبارية موثوقة للتحقق من الأخبار، مقابل 14% فقط يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أظهر التقرير أن المؤثرين والشخصيات الرقمية يعتبرون المصدر الأبرز للتهديد في ما يتعلق بالمعلومات المضللة، وليس وسائل الإعلام التقليدية.

“نفعل الأشياء بشكل مختلف”

حساب الحكومة البريطانية الرسمي على إنستجرام احتفى بالمبادرة، ونشر مقاطع من زيارات المؤثرين، مرفقة بعبارة: “نفعل الأشياء بشكل مختلف”، بالإضافة إلى مقاطع موسيقية ملهمة وإعادة نشر لقصص صانعي المحتوى المشاركين.

ورغم التحذيرات، عادت (كيلي) لتؤكد أن التعاون بين الحكومة والمؤثرين قابل للتبرير في هذا السياق، لكنها دعت إلى توخي الحذر في رسم خط واضح بين الرسائل الترويجية والمسؤولية الإعلامية، لضمان عدم تهميش دور الصحافة التقليدية في مساءلة السلطة.

زر الذهاب إلى الأعلى