شركات أبو سفيان: انحياز للشعب وريادة في المسؤولية الاجتماعية

كتب/ فؤاد المقرعي
في خضم التحديات الاقتصادية والتقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق، برزت مجموعة شركات أبو سفيان للتجارة والصناعة كنموذج رائد في المسؤولية الاجتماعية. في خطوة جريئة ومؤثرة، أعلنت المجموعة عن تخفيض أسعار سلعها الغذائية الأساسية، مؤكدةً بذلك على انحيازها التام للمواطن الجنوبي في هذه الأوقات العصيبة.
هذا القرار لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الإسهام والتطوير الذي بدأ منذ تأسيس الشركة في عام 1962 بمحافظة الضالع على يد رجل الأعمال الراحل الحاج عبدالله حسين أبو سفيان. بدأت الشركة ككيان تجاري صغير، لكن رؤيتها الطموحة وسعيها الدائم للابتكار حولها إلى إمبراطورية صناعية وتجارية، مقدمةً منتجات حفرت اسمها في ذاكرة المستهلك الجنوبي.

من “النرجس” إلى “زلال”: قصص نجاح متواصلة
تاريخ أبو سفيان مليء بقصص النجاح التي تعكس التزامها بالجودة. من أبرز هذه القصص، صابون النرجس الذي أصبح رمزا للجودة والتميز، تبعه لاحقا صابون الرحيق الذي مثل مرحلة جديدة من التطوير. لم تقتصر إنجازات المجموعة على قطاع المنظفات، بل امتدت لتشمل قطاعات أخرى مثل قطاع المياه المعدنية، حيث أسست مصنع “زلال” الذي سرعان ما أصبح منافسا قويا بفضل نقاء وجودة منتجاته التي تفوقت على الكثير من العلامات التجارية المعروفة.
حنكة القيادة الشابة
بعد وفاة المؤسس، تولى ابنه الشيخ وليد عبدالله حسين أبو سفيان دفة القيادة، ليبدأ حقبة جديدة من التوسع والازدهار. الشيخ وليد يتميز بحنكة إدارية ورؤية استراتيجية واضحة، حيث عمل على ترسيخ نظام الحوكمة الإدارية لضمان استمرارية النجاح وتجاوز التحديات. هذه الرؤية الإدارية هي ما مكنت الشركة من اتخاذ قرار تخفيض الأسعار، ليثبت أن المسؤولية الاجتماعية ليست مجرد شعار، بل منهج عمل راسخ.
التزام أخلاقي وتاريخ من العطاء
قرار تخفيض الأسعار هو تجسيد لالتزام أخلاقي راسخ لدى المجموعة تجاه المجتمع. فلطالما كانت شركات أبو سفيان سبّاقة في تقديم المساعدات الخيرية ودعم المجتمع. من خلال هذه الخطوة، لم تقدم الشركة مساعدة مؤقتة، بل وضعت نموذجا يحتذى به للقطاع الخاص في دعم الاقتصاد الوطني والتخفيف عن كاهل المواطن، مؤكدةً أن النجاح التجاري الحقيقي لا يكتمل إلا بالالتزام الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية.
تثبت مجموعة شركات أبو سفيان للتجارة والصناعة، بقيادة الشيخ وليد عبدالله حسين، أن النجاح يمكن أن يكون شراكة بين القطاع الخاص والمجتمع. إنها قصة نجاح تُكتب فصولها بحبر العطاء والانحياز للشعب.