بعسسة: عقلي.. سقط سهوا

بعسسة: عقلي.. سقط سهوا
علي محمد سيقلي
في كل مرة أحاول فيها استخدام عقلي في هذا النطاق الضيق، أعود من عملي إلى البيت بخيبة أمل، وبفاتورة مشتريات تافهة، وقصص تخطر على بالي تحت عنوان: “ليش أنا أهبل؟”
حين تفكر في أن تبدأ مشروعا بسيطا، يضيف لك دخلا يساعدك على تحمل نفقاتك التافهة، مثل مشروع بيع “بطاط أبو حمر” في شارع الزعفران، يخرج لك خبيث اقتصادي مخزن جنبين، من تحت الأرض ويقنعك أن البطاط سلعة خاسرة، وأنك إذا لم تدرس جدوى السوق خلال 15 سنة سابقة، فأنت مقامر رسمي.
وحين تقرر أن تُحب، يظهر لك أحدهم ليهمس في أذنك، يا (أخجف) إفهم الإشارات، لا تكن غبيًا، مش كل ضحكة بلاستيكية معناها اهتمام.”
فتعود أدراجك، وتخبر نفسك الأمارة بالسوق، أن الحب يحتاج تصريحا من الحزام الأمني، مع ختم اللجان المجتمعية في الحافة، وموافقة عاقلها العزابي.
وحين تفكر أن تهاجر و “تهج” من هذا الواقع… يقولون لك: وين بتهب؟ شع الوطن غالي “.
نعم، غالٍ جدًا… حتى أنني لا أستطيع شراءه بعانتين وبيستين.
ثم تسأل نفسك في النهاية، لماذا يبدو أن استخدام العقل هنا يشبه استخدام شبكة Wi-Fi في العاصمة الاقتصاية والتجارية ـ عدن؟
تحاول… تتعب… وفي النهاية تكتشف أن لا أحد متصل، وكل أبتهم “خارج نطاق الخدمة”.
بصراحة، بدأت أقتنع أن عقلي لا يصلح للاستعمال الآدمي.
قد يصلح للتصدير، أو للعرض في متحف “النيّات الطيّبة التي دفنت حيّة في العام 90 تسعمائة وألف”.
العبرة؟
في بعض الأماكن، يجب أن تترك عقلك عند مدخل باب المسجد، وثق كل الثقة بأنه لن يجرؤ أي حرامي أن يسرقه، ولا تنسى أن تحافظ على “شنبلاتك” من عيون المصلين.
فالذين يستخدمون عقولهم باستمرار، إمّا ماتوا من الحسرة، أو فتحوا قناة “مسخرة وقلة حياء” على اليوتيوب.
وحالكم السالم