يوسف القدرة: “أنا رجل نجا بالصدفة”.. الكتابة تحت النار ووسط الركام

النقابي الجنوبي – متابعات
في زمن الجوع والحصار، لا تصبح القصيدة ترفا، بل تتحول إلى رغيفٍ من الكلام، كما يقول الشاعر والباحث الفلسطيني يوسف القدرة، الذي يرى في اللغة فعلا يذكرنا بأننا بشر، لا مجرد أهداف حرارية.
القدرة، الذي عرف النجاة كحادثة عرضية، يكتب لأنه لا يريد أن يموت صامتا، ولأن الكتابة لديه ليست مجرد نصوص، بل طريقة للبقاء وتوثيق الألم والحب والموت والحياة، وسط عدوان متكرر وحصار مطبق على غزة.
– الكتابة كفعل بقاء لا كمشروع أدبي

في حواره مع الجزيرة نت، يصف القدرة كتابه الأخير “كتاب غزة: يوميات ورسائل وقصائد من غزة” الصادر عن دار الأدهم في القاهرة بأنه لم يُكتب كفكرة، بل وُلد من رحم اللحظة، من تحت الركام، من موت حيّ أو فقدان عزيز.
يقسم العمل إلى ثلاثة أصوات:
اليوميات: توثق ما جرى لحظة بلحظة
الرسائل: موجهة إلى العالم
القصائد: محاولة لقول ما لا يمكن أن يقال
أما عمله الشعري الثاني، “عُشبة الشغف”، الصادر حديثا عن دار الرقمية في رام الله، فهو نصّ أكثر كثافة وغنائية، كُتب بصيغة الجمع “نحن”، لا “أنا”، ليعكس ما يشبه الوعي الجمعي لمدينة تحترق وتحب في الوقت نفسه.
– بين الحب والدمار
يكتب القدرة عن الحب في زمن الانهيار، عن رجل يفنى ببطء، فيما تنقذه النساء بالكلمات. وهو لا يرى في الكتابة فعلاً سياسيًا تقليديا، بل أسلوب حياة ومقاومة ناعمة، تلتقط يوسف القدرة: “أنا رجل نجا بالصدفة”.. الكتابة تحت النار ووسط الركام التفاصيل الصغيرة وسط الجحيم، وتحولها إلى وثيقة شعرية مفتوحة على الذاكرة والكرامة والاحتراق الداخلي.
– غزة في النص… غرفة تتنفس
حين تدخل عالم يوسف القدرة، لا تجد نفسك أمام شعر فقط، بل أمام غرفة تتنفس فيها غزة — الأم، الشهيد، الحجر، الجدار، الصمت، الصوت المختنق، والصرخة المؤجلة.
وفي زمن يمحى فيه كل شيء من فوق الأرض، تصبح الكلمة محاولة لإنقاذ ما تبقّى تحتها.