من قلب البراكين إلى أرفف المتاجر: شركة فرنسية تستخرج صبغة غذائية زرقاء من طحالب دقيقة

التقابي الجنوبي – متابعات
تخوض شركة “فيرمنتالج” الفرنسية مغامرة علمية واقتصادية حول العالم، بحثا عن طحالب دقيقة فريدة تُستخدم كمصدر طبيعي لصبغات غذائية، في وقت تتجه فيه أنظار الصناعة نحو بدائل طبيعية لأصباغ الطعام الاصطناعية الممنوعة تدريجياً.
ويؤكد (هيويل جريفيث)، كبير العلماء في الشركة، أن أحد زملائه تسلق براكين في منطقة الكاريبي لاكتشاف نوع من الطحالب الدقيقة النادرة، مضيفًا بنبرة مازحة: “أضطر إلى تقييد نفسي من جمع المزيد من الطحالب كلما زرت بلدي نيوزيلندا.”
صبغة “جالديريا بلو”: ثورة زرقاء من خلية حمراء
الكنز البيولوجي الذي تبحث عنه “فيرمنتالج” يتمثل في نوع من الطحالب الحمراء وحيدة الخلية يُعرف باسم “جالديريا سلفوراريا”، قادر على إنتاج صبغة طبيعية زرقاء تُعرف باسم “غالديريا بلو”.
وقد حصلت الشركة مؤخرًا على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاستخدام هذه الصبغة في الأغذية والمشروبات، على أن تطرح أولى المنتجات المزودة بها في الأسواق أوائل العام المقبل.
نهاية عهد الألوان الصناعية… والبديل من الطبيعة
يأتي هذا التوجه في ظل تشديد القيود الأمريكية على الألوان الصناعية، إذ أعلنت “FDA” مطلع هذا العام حظر الصبغة الحمراء رقم 3، وتعمل حاليًا على التخلص التدريجي من صبغتي الأصفر رقم 5 و6 المشتقتين من البترول، بحلول نهاية 2026.
ويعترف مفوض الإدارة مارتي ماكاري بأن الأطفال في الولايات المتحدة عاشوا لعقود “في بيئة سامة كيميائيًا”، داعياً الصناعات الغذائية للانتقال الطوعي نحو بدائل طبيعية أكثر أماناً.
الجزر والبطاطا بدل البتروكيماويات
من جانبها، تساهم شركات أمريكية مثل “سينساينت” في استخراج أصباغ طبيعية من خضروات ومحاصيل ملونة مثل الجزر والبنجر والبطاطا البنفسجية.
ويقول بول مانينج، الرئيس التنفيذي للشركة: “نعالج هذه النباتات ونستخرج منها اللون بمذيبات طبيعية، ثم ننقّي الصبغة لنصل إلى درجة اللون المطلوبة من العميل”.
تحديات علمية وسوقية
رغم أن الألوان الطبيعية تُعد أكثر أماناً، إلا أن الشركات تواجه تحديات في تحقيق ثبات اللون وشدته بما يرضي المستهلكين، وهو ما تطلب من “فيرمنتالغ” أبحاثًا طويلة ودقيقة.
غريفيث يوضح: “نسبة اللون المستخدم في المنتج النهائي ضئيلة، لذا فإن الكلفة الإضافية لا تؤثر كثيرًا على السعر… ولكن لها تأثير كبير على الانطباع البصري.”