اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

من عرش هادي إلى ركلات الحوثي.. من يعش هيبة الكرسي لا يأمن غدر المليشيات

 

النقابي الجنوبي / خاص

في مشهد ساخر تداول ناشطون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي صورتين متناقضتين تلخصان قصة القيادي الحوثي فارس أبو بارعة الذي تحوّل من متصدر الكادر الدعائي للجماعة إلى “فارسٍ مخلوع” تُرك يتلقى الضربات أمام أسرته، وكأنه لم يكن يومًا ملك الصورة الذي جلس على عرش الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بعد اجتياح الحوثيين صنعاء في سبتمبر 2014.

وتناول الناشطون الصورة الأولى التي شغلت وسائل الإعلام آنذاك تُظهر فارس أبو بارعة جالسًا على كرسي الرئاسة، واضعًا قدمًا على قدم، بهيئة المنتصرين، متقمصًا دور الخليفة أو السلطان في لقطة ظل يتفاخر بها لسنوات وكأنها تاج مُلك لا يسقط بينما بدت خلفية المشهد قاعة دار الرئاسة وقد فُرغت من معناها الرسمي لتتحول إلى ديكور رمزي لسقوط الدولة وصعود المليشيا.

وتحولت هذه اللقطة إلى مادة دعائية طيلة سنوات، تداولها أنصار الحوثي كدليل على “نصر إلهي”، وروّج لها أبو بارعة وكأنها لحظة تتويج في ملحمة فارسية، لا انقلاب دموي على جمهورية منهكة.

فيما أعادت الصورة الثانية التي انتشرت مؤخراً كالنار في الهشيم كصفعة الواقع على وجه الغرور تعرف المشهد بأكمله حيث يظهر فارس أبو بارعة مضرجًا بالإهانة، يتلقى الضربات على يد جماعته الحوثية أمام أعين زوجته وأطفاله. كان يُركل بعنف، لا لذنب واضح، بل لأن أدواره الدعائية انتهت وصلاحيته الثورية سقطت ومكانه في مسرح المليشيا لم يعد شاغرًا بعد أن انتهت صلاحيته في نظر الجماعة التي أتت به إلى دار الرئاسة ثم ركلته خارجها.

لم تكن الضربات التي تلقاها مجرد عنف جسدي بل كانت درسًا قاسيًا ومشهدًا رمزيًا عن مصير كل من يعتقد أن المليشيا تحمي عناصرها وأنه في مأمن من بطشها، أو تضمن له مقعدًا في قطارها السائر نحو الهاوية.

وعلق كثير من الناشطين بسخرية لاذعة معتبرين أن الصورة الجديدة تعبّر عن “العدالة الكونية” التي جاءت متأخرة لكنها جاءت مؤكدين أن من يظن نفسه في مأمن حين يخدم الجماعة سينتهي غالبًا في خانة المخدوعين لافتين إلى إن الصورة الثانية “نهاية طبيعية لكل من خان وطنه من أجل وهم السلطة”. وأطلق آخرون وسم من الكرسي إلى النعال، ساخرين من تقلب الأحوال وسرعة انقلاب المليشيات على أدواتها.

ويبدو أن القيادي الحوثي فارس أبو بارعة اكتشف متأخرًا أن الولاء للمليشيا لا يُكافئ إلا بالركلات، وأن الكراسي المسروقة لا تمنح هيبة بل توقع صاحبها من علوٍ مؤلم حيث أن ما حصل لأبي بارعة قد يحصل لأي عنصر أو قيادي يرى في الجماعة حاضنة لمستقبله وهو لا يعلم أنه مجرد ترس مؤقت في آلة قمع لا تتردد في طحن أعوانها.

زر الذهاب إلى الأعلى