مناضلو مديرية دار سعد: رموز النضال في الحراك الجنوبي

نوال احمد
مقدمة
في عام 2007، شهدت الساحات الجنوبية حركة شعبية غير مسبوقة تُعرف بالحراك الجنوبي، حيث تجمع الآلاف من المواطنين مطالبين بحقوقهم واستعادة هويتهم الوطنية. كانت تلك اللحظات تاريخية، إذ واجه المتظاهرون تحديات جسيمة من قوات الأمن المركزي، ووقفوا بصدور عارية أمام الرصاص والاعتقالات، مُصرّين على مطالبهم التي اعتبروها مشروعة في مواجهة الاحتلال اليمني.
بداية الحراك الجنوبي
نشأ الحراك الجنوبي كاستجابة للاحتجاجات الشعبية ضد التهميش والتمييز الذي تعرض له أبناء الجنوب بعد الوحدة اليمنية في عام 1990. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الاحتجاجات إلى حركة واسعة تضم مختلف فئات المجتمع، من عمال وموظفين وأكاديميين ونشطاء سياسيين. كان الهدف واضحًا: استعادة الحقوق المسلوبة وإعادة الاعتبار للهوية الجنوبية.
مظاهر النضال
تجمعت الحشود في الساحات الجنوبية، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية والعدالة. استخدموا وسائل سلمية للتعبير عن مطالبهم، مثل الاعتصامات والمسيرات، رغم القمع الذي تعرضوا له من قبل الأجهزة الأمنية. كان المناضلون يتجمعون في الساحات العامة، يرفعون الأعلام الجنوبية ويهتفون بشعارات تعبر عن تطلعاتهم. لم يكن هناك خوف من الرصاص أو الاعتقال؛ فقد كانت قلوبهم مليئة بالعزيمة والإصرار.
قوة التضامن
تجلت قوة الحراك الجنوبي في التضامن بين أفراده. فقد اتحدت مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية حول هدف مشترك. كانت النساء حاضرات بقوة، يشاركن في المظاهرات ويقمن بدور فعال في تنظيم الفعاليات. كما لعب الشباب دورًا محوريًا في قيادة الاحتجاجات وتبني الأفكار الجديدة التي تعبر عن تطلعات الجيل الجديد.
التحديات والمخاطر
واجه المناضلون تحديات كبيرة، بما في ذلك القمع العنيف من قبل السلطات. تعرض الكثير منهم للاعتقال والتعذيب، لكن ذلك لم يثنِ الآخرين عن الاستمرار في النضال. كانت هناك قصص بطولية تُروى عن أولئك الذين أصيبوا أو فقدوا أرواحهم في سبيل القضية، مما زاد من إصرار الآخرين على مواصلة الكفاح.
مديرية دار سعد: رمز النضال
تعتبر مديرية دار سعد من أبرز المناطق التي شهدت نشاطًا مكثفًا للحراك الجنوبي، حيث تصدر أبناؤها الصفوف في المطالبات بحقوقهم. تعرض العديد من المناضلين في دار سعد للاعتقال والدخول إلى السجون بسبب نشاطاتهم السلمية ومطالبتهم بحقوقهم المشروعة. لقد تجسدت قصصهم الشجاعة والإصرار على تحقيق العدالة، مما ألهم الكثيرين في مختلف المناطق الجنوبية. ومن هؤلاء المناضلين البواسل:
• أحمد عمر فتيني التريس
• مبارك الهبوب
• أحمد سالم الصبيحي
• فيصل حلبوب
• محمد يحيى
• أياد المصفري
• عبده علي عمر
• قاسم العبدلي
• عبدالله ناجي شملان
• سمير المزجاجي
• عبدالصمد أحمد ردمان
• عبدالله عبد الحميد
هؤلاء الأبطال يمثلون رمزًا للعزيمة والإرادة التي لا تنكسر، وهناك الكثير من المناضلين الذين لم تسعني الذاكرة لذكرهم.
إرث الحراك الجنوبي
على الرغم من التحديات التي واجهها الحراك الجنوبي، إلا أنه ترك إرثًا عميقًا في الذاكرة الجماعية لأبناء الجنوب. لقد ساهم في تعزيز الوعي بالحقوق المدنية والسياسية، وأعاد طرح قضية الجنوب على الساحة الوطنية والدولية. كما أطلق شرارة نقاشات حول الهوية والانتماء وحق تقرير المصير.
العلم الجنوبي يرفرف
اليوم، يرفرف العلم الجنوبي في كل مكان على أرض الجنوب، رمزًا للفخر والكرامة. لقد أصبحت قضية الجنوب تتصدر المحافل الدولية، حيث تُناقش بجدية وباحترام. الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أصبح متبنيًا لمشروع استعادة الدولة الجنوبية، ونجح في بناء جيش قوي يحمي الحدود ويصون المكتسبات.
الخاتمة
إن نضال المناضلين في الحراك الجنوبي عام 2007 يمثل رمزًا للصمود والإصرار على تحقيق الحقوق. لقد أثبت هؤلاء الرجال والنساء أن التغيير ممكن عندما يتوحد المجتمع خلف قضية عادلة. ورغم التحديات المستمرة، يبقى الأمل قائمًا في أن تتحقق تطلعات أبناء الجنوب وأن تُستعاد حقوقهم وهويتهم الوطنية. إن انتصارنا اليوم هو ثمرة جهود هؤلاء المناضلين والشهداء الذين ضحوا من أجل قضيتنا. وستكتمل فرحتنا يوم إعلان الجنوب دولة مستقلة، حينها سنرفع رؤوسنا عالياً ونردد بفخر: “نحن هنا، وسنستمر في النضال حتى تحقيق العدالة”.