تحركات اوروبية لتثبيت المجلس الإنتقالي كسلطة أمر واقع

تقرير/ منير النقيب

 

من خلال المتابعة الدقيقة للشأن السياسي اليمني والجنوبي بشكل خاص، من قبل مصادر النفوذ الإقليمية والاوربية، وما افرزته المستجدات الراهنة منذ الحرب الأخيرة ، وتطورات الواقع الجنوبي من خلال المجلس الانتقالي.

 

 اكدت مصادر سياسية مؤخرا على وجود تحركات تجريها عدد من الشخصيات الاوروبية لتثبيت المجلس الانتقالي كسلطة امر واقع.

 

وقالت “: ان هناك شخصيات هامة في أوروبا قريبة وعلى علاقة مع الاتحاد الاوروبي ، تسعى لفرض المجلس اﻻنتقالي الجنوبي كسلطة امر واقع بجنوب اليمن، كونه اصبح القوة الفعلية المؤثرة  داخليا على اطار الساحة الجنوبية ، ونظرا للشواهد القائمة في نجاحاته الدبلوماسية  في طرح مشروع القضية الجنوبية وابعادها بأسلوب سياسي استطاع من خلاله إيصال الرسالة الجنوبية الى العالم “.

 

واضافت المصادر : ان جهات وشخصيات اوروبية بارزة  اصبحت تتحرك  في الآونة الاخيرة من اجل تثبيت المجلس الانتقالي في جميع المخاطبات الرسمية ليصبح اﻻنتقالي سلطة فاعلة على واقع جغرافيا جنوب اليمن.

 

ويأتي هذا التوجه الأوربي بعد تمكن القوات العسكرية والامنية الجنوبية التابعة للانتقالي من كسر شوكة الإرهاب   ومحاربة منابعه  في بعض المحافظات الجنوبية، وهذه الإنجازات الأمنية والسياسية الخارجية كانت الدليل الواضح التي استندت علية الجهات والمؤسسات السياسية العربية والإقليمية بقدرة المجلس الانتقالي في إدارة زمام جنوب اليمن.

 

وكان لزيارة المجلس الانتقالي الجنوبي،التي استمرت  عشرة أيام، إلى  بريطانيا وما جرى في هذه الجولة، تأثير كبيرعلى الساحة الداخلية والخارجية خصوصا على الشأن البريطاني.

 

 

بريطانيا والجنوب

 

 

واكد المحلل السياسي الجنوبي لطفي شطارة إن بريطانيا وسفيرها أكثر دول العالم دراسة بتفاصيل ما يجري في الجنوب وتفاصيل قضية شعبه .. وان  قرار استعادةدولة الجنوب له شروط جرت ويجري إستكمالها على الارض عسكريا وسياسيا .

 

وقال شطارة ”  شخصيا ومن تجربة مع البريطانيين أعرف أنهم مقتنعين تماما أن الجنوب لن يحكم من الشمال بعد حرب 2015 ، وان مستقبل الجنوبي حدده أبنائه ، هذا ما يجري على الأرض وهذا ما يجريه الانتقالي من تفاهمات مع مختلف الجنوبيين بعيدا عن الإعلام الموتور.

 

وتجدر الإشارة ان زيارة اللواء الزبيديإلى بريطانيا التي جاءت بدعوةٍ رسميةٍ وُجّهت إلى المجلس الانتقالي شكّلت صدمةً لأعداء الجنوب سواء في “الشرعية” أو بين صفوف جماعة الإخوان الإرهابيةوعناصرها النافذين في الحكومة.

 

 الدليل على ذلك أنَّه فور بدء الزيارة وتسليط الضوء على مستقبل القضية الجنوبية والتي تخطو خطوات ثابتة نحو الاعتراف الدوليبها، وفق استراتيجية دقيقة، بدأت قوات المنطقة العسكرية الأولى بقيادة علي محسن الأحمر (نائب هادي)، في التحرك لإثارة الفتنة في الجنوب من بوابة العاصمة عدن.

 

 وبرأي محللين، فإنّ زيارات رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي للخارج لها دلالة واضحة، إذ أن زيارة بريطانيا الأخيرة التي أجراها اللواء الزبيدي تفتح المجال أمام الاعتراف الدولي بقضية الجنوب، فضلًا عن التواصلمع القوى الكبرى في المجتمع الدولي.

 

 

الانتقالي في روسيا

 

 

وفي السياق التوجهات الخارجية للدبلوماسية الجنوبية التي يقودها المجلس الانتقالي وبعد زيارته الناجحة الىبريطانيا، توجه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي الأسبوع الماضي الى العاصمة الروسية “موسكو” في إطار جولة دولية من شأنها تعزيز العلاقات الجنوبيةالإقليمية والدولية.

 

 

الوجهة الثالثة واشنطن

 

 

واكدت مصادر أن الوجهة الدولية الثالثة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي هي الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويرى المحللين السياسيون  بأن زيارة الزُبيدي إلى واشنطن ستحقق نجاحًا سياسيًا دوليًا آخر بعد لندن وموسكو ومن ثم واشنطن.. وأنه بعد زيارة واشنطن ستمهد الطريق لتقديم بريطانيا مشروع اعتراف دولي بدولة الجنوب من خلال مجلس الأمن بعد أنيكون الرئيس الزبيدي قد حقق اعترافًا على الطاولة الأمريكية”.

 

وقال سياسيون ” ان تلك الخطوات تعتبر تحركات مهمة نحو شراكة حقيقة مع دول تمثل ثقًلا دوليًا كبيرًا كبريطانيا وروسيا، ثم الولايات المتحدة الامريكية، وهي بمثابة تأطير للعلاقات الجنوبية الاقليمية الدولية، بعد ان ضلت مصادرة على مدى سنوات الوحدة مع جمهورية اليمن الشمالية التي عملت على تدمير جميع مقومات الدولة الجنوبية شريكتها بمسمى الوحدة المشؤمة وبقوة النار.

 

 

رقما مهما

 

 

المراقبين المحليين والخارجيين أفادوا” أن الانتقالي الجنوبي أصبح رقما مهما على الساحة السياسية مؤخرا ولهُ اعتبار كبير خصوصًا مع الحراك السياسي الذي أتقن عمله، إلى جانب حراكه المحلي منخلال الاهتمام بمجالات سياسية واجتماعية محليا بالساحة الجنوبية.

 

 والمتابع لتحركات المجلس الانتقالي وما تحقق من نجاحات، سيرى في الجهة الأخرى المعادية للمجلس وللمشروع الجنوبي بشكل عام تحركات محمومة وهستيرية تنتشر على الساحة، سعيا لأفشال الإنجازات القائمة على الشأن الجنوبي والتي تحققت  بجهود المجلس الانتقالي.

 

 

صدمة قوية للإصلاح

 

 

ولوحظ مؤخرا خلال زيارة المجلس الانتقالي الى بريطانيا، وجود تحركات سياسية متخبطة من قبل حكومة الشرعية التي يقودها حزب الإصلاح “ذراع الاخوان الإرهابي باليمن” الذي أصيب بصدمة قوية من تحركات المجلس الانتقالي،  حيث سارع لتشكيل تيارات جنوبية سياسية مفرخه موالية لحزب الاخوان الإرهاب وتحمل مسميات جنوبية.

 

والمثير للدهشة وحسب المراقبون السياسيون ان هذه المشاريع الإصلاحية والمدعومة من أموال الشعب عن طريق الحكومة المغتصبة، لم تجد النور منذ إعلانها، ولم تستمر حتى أسبوع واحد، لآنها مشاريع وتوجهات مراد منها باطل ونكران، كونها تحمل مشروع العودة من جديد للسيطرة علىالجنوب ومصادرة ونهب موارده وخيرات شعبة، نفس السيناريو السابق طوال سنوات الوحدةالـ30 .

 

وتفيد المؤشرات على الواقع بأنالزيارات التي يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى الدولي أصابت حزب”الإصلاح” بـ”هستيريا وجنون”.. وأن “الإصلاح ذراعالاخوان الإرهابي ” لم يكن يتوقع أن يصل الانتقالي الجنوبي إلى تلك الدول التي تمثل ثقلًا إقليميًا ودوليًا، وأن عدداً من أوراق الإصلاح تبعثرت مع تلك النجاحات الدولية التي يحققها الانتقالي الجنوبي.

 

وتتوحد اليوم عدة جهات من مختلف التيارات التي خرجت من رحم نظام الشمال وابرزها حزب الإصلاح الاخواني  وشكلت تحالفات لمحاربة توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي ، ومشروع الدولة الجنوبية المتمثل بالتحرير والاستقلال، كما رأبت تلك الجهات المعادية للحق الجنوبي الى التقليل من أدوار دول التحالف في اليمن وعلى رأسها ما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للجنوب من دعم عسكري وامني وانساني.

 

 والعالم بات يدرك ان الجهات والتيارات والقوى الحزبية التي تعرقل توجهات دول التحالف في القضاء على المد الإيراني باليمن، انما هي اجندات ذات بعد خارجي تشرع على مصادرة خيرات وموارد الجنوب من خلال إعادة الأرض الى المحتل السابق اخوان الشر حزب الإصلاح ومن تبعهم من الحوثيين وحلفاء المؤتمر الشعبي، الذين لايفكرون بأي شيء سوء  إبقاء الجنوب تحت هيمنتهم كما كان قبل  الحرب الاخيرة  عام 2015م .

 

أقلام مأجورة

 

و قال السياسي السعودي سعد الشمراني بأن هناك بعض الأقلام المأجورة في اليمن يشككون في أهداف التحالف العربي.

 

وأضاف الشمراني ”  ‏بعض الأقلام المأجورة في أليمن يشككون في أهداف ألتحالف لليمن ويشوشون على عامه الشعب من أجل حفنه اموال قطريه لا يأخذها إلا الخونة والمرتزقة والعملاء!

 

وتابع بالقول: “ما قدمة التحالف لليمن كلكم تعرفونه من مساعدات ومستشفيات وأموال لإنعاش الاقتصاد اليمني!” وهذا واجب ويجب شكرهم علية ، موجها سؤاله لتلك الأقلام والجهات المأجورة ” ماذاقدم لكم الحوثي “؟

 

وتُشكل التوجهات الجنوبية السياسية  الهادفة الى فك الارتباط عن الشمال، هاجساً للكثير من الأطراف وصل إلى حد تزييف الحقائق الدولية، وذلك فيمحاولة لكسب خطوات سياسية تغيّر مستقبل الخريطة.

 

تحريف الحقائق

 

أحدث هذه التحرُّكات تمثّل في التعامل مع الموقف البريطاني، ففي الوقت الذي يشير فيه الموقف الرسمي على لسان السلطة الدبلوماسية في المملكة المتحدة إلى أنّها تؤيد أي مستقبل لليمن، فيما يتعلق تحديداً بفك ارتباط الجنوب، يتم عبر الحوار وتحت مظلة الأمم المتحدة، ودون اللجوء إلى العنف.

 

وما يكشف حقيقة تلاعب المراكز المعادية للمشروع الجنوبي وتحريفها للوقائع  قامت وسائلإعلام يمنية تابعة للحكومة الشرعية وحزب الاخوان اليمني بتزيّف هذه الحقيقة، وادعتأنّ لندن تؤيد الوحدة وترفض أن يسترد الجنوب دولته، وقد تمّ ذلك من خلال تحريف تصريح لمتحدثة دبلوماسية بريطانية بعيداً عن سياقه.

 

ففي الأصل، قالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليسون كينج إنّ بلادها تدعو جميع الأطراف اليمنية للسعي لتحقيق أي تطلعات سياسية من خلال الحوار السلمي والامتناع عن العنف.