اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
تحقيقات

تحركات الجالية الجنوبية في أمريكا: تحرك شعبي يرسم ملامح الدبلوماسية الجنوبية المستقلة

لقاءات رسمية وتدريبات استراتيجية وشراكة مع صناع القرار تؤكد جدية المشروع الجنوبي الخارجي

النقابي الجنوبي/واشنطن/خاص

اختتمت في العاصمة الأمريكية واشنطن، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، أعمال الفعالية الوطنية الأولى للجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة، وسط إشادة واسعة من المشاركين والمراقبين بما حققته من نتائج ملموسة، وتحولها إلى منصة جنوبية حقيقية لنقل صوت الشعب إلى دوائر القرار الأمريكية، في واحدة من أبرز التحركات الدبلوماسية الشعبية التي يشهدها الجنوب منذ سنوات.
واستمرت الفعالية لثلاثة أيام فعليّة ضمن جدول تفصيلي محكم، شمل التدريب والتأهيل واللقاءات الرسمية، ونجحت في الوصول إلى مستويات متقدمة من التفاعل مع الكونغرس ووزارة الخارجية ولجان مختصة بالشؤون الخارجية وحقوق الإنسان والمساعدات.

من الفكرة إلى التأثير: بناء تحرك شعبي مؤسسي

انطلقت التحضيرات منذ أشهر، لكنها تبلورت فعليًا مع وصول المشاركين من مختلف الولايات الأمريكية إلى العاصمة واشنطن بتاريخ 15 يونيو، لبدء المرحلة الأولى من البرنامج، والمخصصة لبناء القدرات وتأهيل المتحدثين باسم الجالية.

وفي يوم 16 يونيو، خضع المشاركون لورش تدريب مكثفة حول آليات التأثير في السياسات العامة، إلى جانب جلسات توعوية لفهم آليات العمل التشريعي الأمريكي، وأساليب التفاوض والضغط. وتم تنفيذ محاكاة واقعية للقاءات رسمية مع أعضاء الكونغرس، لتأهيل المشاركين لخوض النقاشات الرسمية باحترافية واقعية.

17–18 يونيو: الدخول إلى قلب المشهد

شهدت أيام 17 و18 يونيو ذروة التحركات الرسمية، حيث عقدت الوفود الجنوبية اجتماعات مباشرة مع عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، كما تم اللقاء مع ممثلين عن وزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى التفاعل مع لجان متخصصة في الشؤون الخارجية وحقوق الإنسان والمساعدات.

ركزت النقاشات على عرض معاناة شعب الجنوب في ظل استمرار الحرب والصراع وتدهور الخدمات وانتهاك الحقوق الأساسية، مع تقديم تصور متكامل حول مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كخيار عادل ومستدام.

د. صدام عبدالله: الفعالية نقطة محورية في مشروع استعادة الدولة

وفي هذا السياق، وصف د. صدام عبدالله في مقال تحليلي نُشر تزامنًا مع الفعالية، أن ما جرى في واشنطن «نقطة محورية في مساعي شعب الجنوب نحو استعادة دولته كاملة السيادة»، مؤكدًا أن التحركات الشعبية والدبلوماسية في الخارج «تربط تطلعات الداخل بالخارج وتسلط الضوء على قضية عادلة ومطالب مشروعة».

وأضاف أن اللقاءات التي جرت «ليست مجرد حوارات بروتوكولية، بل جزء من استراتيجية أعمق لتأكيد حضور الجنوب كطرف فاعل يسعى للسلام والتنمية والأمن في المنطقة»، معتبرًا أن التحرك هذا العام يثبت أن مطلب الاستقلال لم يعد شعارًا، بل مشروعًا دوليًا قابلًا للنقاش والإقناع.

الرؤية الجديدة: من الشتات إلى صناعة القرار

منذ سنوات، بقي نشاط الجاليات الجنوبية في أمريكا محدودًا في طابعه الاجتماعي والدعائي، لكن ما شهدته واشنطن هذا الأسبوع يؤكد أن الجالية باتت تتحول تدريجيًا إلى ذراع دبلوماسي شعبي منظم، يتقن لغة المؤسسات الغربية، ويدخل مراكز التأثير بأجندة واضحة ومسؤولة.

إن مشاركة أعضاء الجالية، يمثل تحوّلًا نوعيًا في طبيعة الحراك الجنوبي بالخارج، وينقله من دائرة الشعارات إلى ميدان الدبلوماسية الشعبية الفاعلة.

استعادة الدولة كمسار سياسي متكامل

لم تعد الفعالية مجرد منصة لعرض المظلومية الجنوبية، بل تحولت إلى فرصة لتقديم تصور متكامل لمستقبل الجنوب، على قاعدة السلام العادل، والدولة الفيدرالية المستقلة، والتنمية المتوازنة، والعدالة الاجتماعية.

وكما قال د. صدام عبدالله:
«هذه التحركات تؤكد أن مطلب استعادة الدولة الجنوبية ليس مجرد شعار سياسي، بل هو تعبير عن إرادة شعب يتوق إلى الاستقرار والازدهار والعيش بكرامة».

رأي ختامي: الطريق إلى الأمم المتحدة يبدأ من واشنطن

لقد أرست الجالية الجنوبية في أمريكا، عبر هذه الفعالية، نموذجًا جديدًا للعمل السياسي الجنوبي الخارجي، قائمًا على التنظيم، والرؤية، والشراكة مع المؤسسات الدولية، وهو ما ينبغي أن يُحتذى في العواصم العالمية الأخرى.
إن نجاح هذا التحرك يعزز الأمل في مستقبل تتحول فيه الجاليات إلى قنوات ضغط دولية لصالح قضية عادلة، ويعطي رسالة للداخل الجنوبي بضرورة تنظيم المواقف وتوحيد الرؤية، استعدادًا لما هو قادم.
وإذا كانت واشنطن أول محطة استراتيجية، فإن القادم يتطلب البناء على هذا النجاح والتوسع نحو عواصم القرار الأخرى، حتى يسمع العالم الصوت الجنوبي.

نشطاء جنوبيون يؤازرون الجالية الجنوبية بأمريكا.. تغريدات

_واشنطن تسمع اليوم حكاية الجنوب.. وتقرأ على أوراق الكونغرس قصة شعب قرر أن لا يظل في الظل بعد اليوم.
_ أمريكا تعلم أن الجنوب بوابتها إلى استقرار البحر الأحمر.. فهل تصغي للرسالة؟.
_الجنوب ليس تابعًا لأحد.. بل شريك فاعل لأمن المنطقة، ولهذا يجب أن يُعامل كشريك لا كورقة تفاوض.
_ التعددية الثقافية في الجنوب ليست ضعفًا.. بل ثروة حضارية تستحق الحماية الدولية.
_ الهوية الجنوبية مهددة.. والرسالة إلى واشنطن واضحة: لا سلام بدون احترام التاريخ والثقافة والسيادة.
_الجنوبيون في أمريكا لا يطلبون المستحيل.. فقط يطالبون بحقوقهم، ودولتهم، وصوتهم في خارطة القرار الدولي.
_ واشنطن قد تكون بداية الطريق.. لكن الغاية هي بناء دولة جنوبية عادلة، فدرالية، مستقلة، كاملة السيادة.
_ الشباب الجنوبي في المهجر يثبتون أن القضية لم ولن تموت.. بل تتجدد كلما حاول الطغاة دفنها.
_ الدعم الإنساني للجنوب لا يمكن أن يتوقف بسبب تصنيفات جماعات الإرهاب.. ويجب أن تضمن واشنطن استثناءات إنسانية.
_ مجلس القيادة الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي يحظى اليوم بتمثيل حقيقي في قلب القرار الدولي.
_صوت المرأة الجنوبية سيكون حاضرًا في الفعالية.. فالحملة تشمل كل من حمل الوجع، والكرامة، والإصرار.

زر الذهاب إلى الأعلى