لا تجعلوا للشيطان طريقاً عبر جبهة ثـرة

سالم حسين الربيـزي
لقد أظهرت لنا الأيام ما لم يكن ظاهرًا من على سطح الأرض، ولم أكن متوقعًا بأن تنبش يومًا لهدام جسورها لاجل تخلط تطاريسها ومعالمها ورواسيها الحرة مع المغتصبة، التي سوف تستنكر فيها عجائب الزمان بإفرازها لهذه العوامل غير الطبيعية.
من هنا نشير إلى موافقة قائد المقاومة في المنطقة الوسطى، الشيخ/ محمد صالح الزاحم، الذي يشدد على فتح طريق عقبة ثرة، أهم المواقع الدفاعية. لم تكن ضمن توقعاتنا أن تأتي من قائد يحمل صفة مقاومة بدون الرجوع إلى القيادة السياسية التي تمتلك القرار النهائي، مع أننا نسمع ونشاهد كل يوم وجبهة ثرة تتعرض للقصف بكل أنواع الأسلحة من قبل الحوثي.
هذا من العجائب، بل إنها المقارنة الصعبة التي تصدم من يقرأ البيان الصادر عن القائد محمد الزاحم، الذي يدعي بدعم جبهة ثرة بالرجال والمال والعتاد في حالة تم استهدافهم من قبل الحوثي. لا يوجد لدينا شكوك في هذا الأمر، ولكن لماذا ندفع هذه التكلفة في غير محلها ونهدد خط دفاع قوي لاجل نعيد ما تحقق ثانيًا؟ لا يقدر العقل والمنطق أن يترجم هذا الكلام.
أمام المقاومة مهام أخرى، وهي تحرير مكيراس التي تنتظرنا منذ عشر سنوات. نحن نعي بأن تحرير مكيراس يأتي عبر قرار سياسي بعد استكمال الجاهزية التي تعلن عن استكمالها في هذا الوقت بالذات، التي تريدون تحويلها إلى مهادنة بفتح ثقرات دفاعية مهمة تساعدك لاجل البقاء في وضع القوة والجهوزية التي نفتخر بها.
الذي أذهلنا هو دعوتكم بعودة النازحين بسلام إلى ديارهم مكيراس المحتلة كعمل إنساني، والله إنها مذهلة. تريد تعيدهم إلى العبودية وهم أحرار؟ لا يا رفيق النضال، هذه النظرية لا تستند إلى مهامك كقائد مقاومة تقاتل الاحتلال لاجل التحرير، وليس السماح للعدو بالاستيطان لاستخدام المواطنين دروع بشرية تسبب لنا ضعفًا في استعادة مديرية مكيراس التي تحت إدارتك المقاومة.
من واجبنا أن نحذر من هذا الانزلاق الذي قد يكون مجرد نكاية بما يعمل في أماكن أخرى تختلف طبيعتها عن مساحتنا المتراكمة والشاهقة والوعرة كما تعرفها جيدًا. هذا من جانب، والآخر هو العمل الإنساني الذي تدعون به وتتناسون بأن طريق المحلحل مفتوح الذي أنتم تشرفون على الدفاع عنه.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم وغدًا: ماذا بعد فتح طريق جبهة ثرة؟ وما هي الفوائد التي تنعكس على المنطقة الوسطى؟ ستكون الإجابة ظاهرة حتميًا للكل من المتسبب في ذلك.