اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

علاج بسيط ينهي معاناة تململ الساقين دون آثار خطيرة

النقابي الجنوبي/خاص

كشفت تقارير طبية حديثة عن تطور لافت في علاج “متلازمة تململ الساقين”، وهي حالة شائعة تصيب نحو واحد من كل عشرة أشخاص، حيث أكدت أن مكملًا غذائيًا بسيطًا من الحديد، لا تتجاوز تكلفته 40 بنساً، قد يوفر حلاً فعالاً لكثير من المرضى، ويفتح الباب أمام استبدال الأدوية التقليدية المثقلة بالآثار الجانبية.

وتسبب هذه المتلازمة شعورًا مزعجًا وغير مريح في الساقين، غالبًا ما يتفاقم أثناء الليل، ويؤدي إلى رغبة قهرية في تحريكهما، ما يعرقل النوم ويؤثر سلبًا على جودة الحياة.

وأظهرت الدراسات أن نحو 50% من المصابين قد يستفيدون من مكملات الحديد البسيطة، وهو ما دفع خبراء في مجال الأعصاب واضطرابات النوم إلى المطالبة بإدراج اختبارات الحديد في الفحوصات الروتينية لكل من يعاني من أعراض المتلازمة.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة كيرستي أندرسون، المتخصصة في مستشفيات نيوكاسل: “إذا لم يُجرِ طبيبك فحصاً لمستوى الحديد، فعليك أن تطلب ذلك بنفسك. الأدلة واضحة، ومكملات الحديد قد تغيّر حياة المرضى”.

وتأتي هذه التوصيات في ظل تزايد المخاوف من العلاجات التقليدية، المعتمدة على منشطات الدوبامين، والتي ارتبطت بمشكلات صحية ونفسية شديدة، من بينها الإدمان على المقامرة، والرغبات الجنسية القهرية، بل ووصلت في بعض الحالات إلى حد التفكير الانتحاري.

وتسببت هذه الآثار الجانبية، في حالات نادرة، في دفع هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) لتعويضات مالية ضخمة، منها حالة امرأة تلقت 170 ألف جنيه إسترليني بعد أن أدت الأدوية إلى إدمانها الشديد على ألعاب الهاتف والمقامرة الإلكترونية.

ردًا على هذه التطورات، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم في توصياتها لعام 2024 بتقديم مكملات الحديد كخيار علاجي أولي لمتلازمة تململ الساقين، خصوصًا للمرضى الذين يُظهرون مؤشرات على انخفاض الحديد في الجسم.

ويرى الباحثون أن الحديد لا يقتصر دوره على إنتاج الهيموغلوبين، بل يساعد أيضًا في دعم نقل الدوبامين في الدماغ، وهي مادة تلعب دورًا حيويًا في التحكم بحركة العضلات، ما يجعلها مرتبطة مباشرة بأعراض هذه المتلازمة.

ما يلفت الانتباه هو أن انخفاض مستويات الحديد المسبب للأعراض لا يتطلب بالضرورة الوصول إلى مرحلة فقر الدم، ما يعني أن كثيرًا من المرضى قد يكون لديهم نقص خفي لا يظهر في الفحوصات العامة، بينما تظهر أعراض تململ الساقين بوضوح.

وقد دعمت دراسة عالمية نُشرت عام 2019 هذا التوجه، مؤكدة أن تحسين مستويات الحديد أدى إلى تحسن الأعراض حتى في حالات لم تعانِ من نقص حاد.

ومع أن بعض الأطباء يميلون إلى وصف حقن الحديد الوريدية لما لها من مفعول سريع خلال أسابيع، إلا أن العديد من المرضى قد يحققون نتائج مشابهة من خلال المكملات الفموية المتاحة دون وصفة طبية.

وفي هذا الإطار، دعا البروفيسور توبي ريتشاردز، من “Iron Clinic” في لندن، إلى اعتماد العلاج بالحديد بشكل أوسع، قائلاً: “لماذا نُعرّض المرضى لسنوات من معاناة الأدوية، بينما يمكن لحل بسيط يستغرق 15 دقيقة أن يُحدث فرقًا جذريًا في حياتهم؟”.

ويطالب الخبراء الآن هيئة الخدمات الصحية البريطانية بإدراج فحوصات الحديد والعلاج المكمل ضمن بروتوكولات علاج المتلازمة، بهدف تأمين حلول فعالة وآمنة للمرضى الذين عانوا طويلًا من اضطراب غير مفهوم، وغالبًا ما يُساء تشخيصه أو يُهمل علاجه.

تفتح هذه الاكتشافات آفاقًا جديدة أمام الملايين ممن يكابدون ليالٍ بلا نوم بسبب المتلازمة، وتؤكد أن الطب الحديث لا يحتاج دومًا إلى علاجات باهظة أو معقدة، بل إلى وعي علمي يضع صحة الإنسان في المقام الأول.

زر الذهاب إلى الأعلى