اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

تصريحات ترامب وتوقعات الفائدة تدفع الدولار لأدنى مستوياته

النقابي الجنوبي/خاص

تجدد مخاوف الرسوم الأحادية وضعف التضخم الأمريكي يضعفان العملة الخضراء

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا مقابل معظم العملات الرئيسية، الخميس 12 يونيو 2025، بعد تجدد المخاوف حيال إمكانية فرض رسوم جمركية أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة، وتراجع بيانات التضخم، ما عزز التوقعات بتيسير نقدي إضافي من الاحتياطي الفيدرالي.

وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، مسجلاً أدنى مستوى له منذ يوليو 2023، وفق ما نقلته وكالة “بلومبرج”. وسجّل الين الياباني والفرنك السويسري مكاسب قوية، بدعم من سلوك المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط استمرار التوترات السياسية والاقتصادية العالمية.

ويأتي هذا الانخفاض بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن فيها عزمه إخطار شركاء التجارة قريبًا بشأن معدلات جمركية جديدة، ما أثار مخاوف الأسواق من تصاعد في الحمائية التجارية، وزاد من الضغوط على العملة الأمريكية.

ضعف التضخم يعزز التوقعات بخفض الفائدة

من ناحية أخرى، تراجعت توقعات التضخم الأمريكي، حيث أظهرت البيانات الصادرة أن مؤشر أسعار المستهلك جاء أقل من المتوقع، ما عزز رهانات المستثمرين على إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ خفضين إضافيين في أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام.

وقال أليكس لو، استراتيجي الاقتصاد الكلي في شركة “تي دي سيكيوريتيز” بسنغافورة:
“إن ضعف مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يعزز من ضعف الدولار، في حين أن التوترات في الشرق الأوسط لم تنجح في دعم انتعاش العملة الأمريكية، مما يعكس تراجع مكانتها كعملة ملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية.”

ويُنظر إلى انخفاض الضغوط التضخمية كمؤشر على إمكانية لجوء الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من اضطرابات تجارية وعدم استقرار سياسي في عدد من المناطق.

أنظار الأسواق نحو بيانات جديدة وقمة مجموعة السبع

ومن المنتظر صدور بيانات أسعار المنتجين الأمريكية في وقت لاحق الخميس، حيث تُعد بعض مكوناتها أساسية في قياس مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، وهو المؤشر التضخمي المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

في السياق ذاته، أشار مارك كرانفيلد، استراتيجي الأسواق المباشرة في سنغافورة، إلى أن:
“توقعات المتداولين لا تزال تميل إلى المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة، مع اختلاف توقيت هذه التخفيضات بحسب ظروف السوق،” مؤكداً أن “الدولار يتجه نحو المزيد من التراجع مع تنامي قناعة المستثمرين في الأسواق الأجنبية.”

هذا، وتترقب الأسواق العالمية باهتمام قمة مجموعة السبع المقبلة، وسط آمال بأن تسهم مخرجاتها في تهدئة التوترات التجارية، أو على العكس من ذلك، تصعيدها إذا ما طُرحت مقترحات جمركية جديدة، مما قد ينعكس مباشرة على مسارات العملات العالمية.

في المجمل، يُمثل التراجع الأخير في أداء الدولار إشارة واضحة على هشاشة الثقة بالعملة الأمريكية في مواجهة خليط من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، وسط ترقب لتوجهات السياسة النقدية الأمريكية وتطورات العلاقات التجارية الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى