هل يمكن للزبدة أن تصبح غذاءً وقائيًا ضد السكري وأمراض القلب؟

النقابي الجنوبي/خاص
في تطور لافت يعيد فتح النقاش حول دور الدهون المشبعة في النظام الغذائي، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بوسطن أن تناول كميات معتدلة من الزبدة يوميًا قد يسهم في الوقاية من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وشملت الدراسة قرابة 2500 رجل وامرأة تجاوزوا الثلاثين من أعمارهم، وتمت متابعتهم على مدى سنوات لرصد أنماطهم الغذائية والتغيرات الصحية التي طرأت عليهم، مع التركيز على العلاقة بين استهلاك الزبدة أو السمن النباتي وصحة القلب والأوعية الدموية.
وخلص الباحثون إلى أن تناول نحو 5 غرامات يوميًا من الزبدة – أي ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبًا – قد يؤدي إلى خفض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 31%. كما بينت النتائج أن الزبدة ترفع من مستويات الكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، المعروف بـ”الكوليسترول الجيد”، والذي يلعب دورًا في حماية الشرايين من التصلب والانسداد.
وتتعارض هذه النتائج مع التوصيات الطبية الشائعة منذ عقود، التي دعت إلى تقليل استهلاك الدهون المشبعة باعتبارها عاملًا رئيسيًا في أمراض القلب. غير أن الدراسة الجديدة، المعززة ببيانات طويلة الأمد وتحليلات حديثة، تفتح الباب أمام إعادة تقييم هذه التوصيات، وتشير إلى أهمية النظر إلى جودة الدهون ومصدرها أكثر من مجرد تصنيفها بين مشبعة وغير مشبعة.
وتدعو الدراسة في ختامها إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج، وتوسيعها لتشمل شرائح سكانية أوسع، مشددة في الوقت ذاته على أهمية التوازن الغذائي وعدم المبالغة في الاستهلاك.