اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

علي سيقلي يتحدث: لا تبصقوا علينا الماضي، ثم تطلبوا منا أن نغسل وجوهنا به

علي سيقلي يتحدث: لا تبصقوا علينا الماضي، ثم تطلبوا منا أن نغسل وجوهنا به

علي محمد سيقلي

التغيير ليس أن تفتحوا قبور القادة الفاشلين لتخرجوا لنا جماجمهم المصبوغة بدماء الفشل، وتعيدوا طلاءها بلون الحنين إلى حكم فلان، لتقنعوننا بأن هؤلاء هم حبل النجاة.

التغيير ليس أن تستدعوا كوارث الأمس من أرشيف الخراب لتقدموا لنا أسماء محترقة في علب جديدة، وتطلبوا منا أن نصفّق.
نحن لا نعاني من نقص في الذكريات، بل من فائض في الوجع.

من أوصلونا إلى القاع لا يملكون مفاتيح الصعود.
من زرعوا الحطب لا يمكنهم أن يطفئوا الحريق.
هؤلاء هم الماضي الذي نريد دفنه، لا تجميله، ولا ترميمه، ولا إعادة تصديره.

لأنه كلما اشتدت الأزمات والنكبات، بدأ البعض يبحث في صناديق النفايات السياسية عن “موميات” مكسورة، لعلها تصلح لمسرح المرحلة.
فإذا سألناهم، لماذا تعيدون تدوير الفشل؟
يقولون لنا، أنتم لا تملكون البديل!

بل نملك البدائل، لكنكم تخافون الضوء، أنتم أبناء الظلال والصفقات، والمصالح.
نملك جيلاً شاباً، نزيهاً، حراً، لم يتلوث بأوحال القذارات ولا برائحة الخيانات، جيلاً لم تفسده هدايا المناصب، ولم يربّ على طاعة الشيخ أو وصاية الجنرال.

التغيير الحقيقي ليس في تغيير الواجهة، بل في تحطيم القالب.
ليس في استبدال شيخٍ بشيخ، أو جنرالٍ بجنرال، بل في كسر فكرة أن التاريخ لا يصنعه إلا نفس الوجوه.
التاريخ الآن بحاجة إلى شباب يتمردون على كذبة الكبار، ليصنعوا كرامتهم بأيديهم.

لن نقبل أن نختار بين السيئ والأسوأ، بين قبح الأمس وقبحه المعاد بلغة جديدة.
نريد أن نختار بين الأمل، وما يقربنا إليه من قول أو فعل أو عمل، ولا شيء غيره.

كفى إذلالاً للناس باسم الحكمة.
كفى تسويقاً للفشل باسم “الخبرة”.
كفى استغباءً للشارع باسم “الحنكة”.
الشعوب لا تحترم من يهين ذاكرتها.

لن نسمح لأحد أن يختزلنا في ماضٍ أسود، أو يفرض علينا رموزاً منتهية الصلاحية بحجة الوفاء للتاريخ.
الوفاء الوحيد الذي نلتزم به، هو وفاؤنا لمستقبلنا.
وبس

زر الذهاب إلى الأعلى