المحكمة العليا تسمح لترامب بإلغاء وضع قانوني لنصف مليون مهاجر

النقابي الجنوبي/خاص
أجازت المحكمة العليا في الولايات المتحدة، أمس، لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تنفيذ قرارها القاضي بإلغاء الوضع القانوني المؤقت لأكثر من 500 ألف مهاجر من أمريكا اللاتينية، في خطوة أثارت جدلاً قانونياً وحقوقياً واسعاً، ووصفتها قاضيتان في المحكمة بـ”المدمرة” على حياة المهاجرين المعنيين.
ويستهدف القرار المهاجرين القادمين من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، ممن حصلوا على إقامة مؤقتة مدتها عامان بموجب برنامج أطلقه الرئيس الأسبق جو بايدن، استناداً إلى الأوضاع الحقوقية والإنسانية المتدهورة في بلدانهم.
لكن إدارة ترامب، التي أعادت تأكيد أولويتها في مكافحة الهجرة غير الشرعية، أعلنت في مارس الماضي عزمها إلغاء هذا البرنامج، معتبرة أن الظروف لم تعد تبرر بقاء المهاجرين.
وفي خطوة أولية، علّقت قاضية فيدرالية في بوسطن تنفيذ القرار منتصف أبريل، مبرّرةً ذلك بأن الإدارة أساءت تفسير القانون، خاصة في ما يتعلق باستخدامها إجراءات الترحيل السريع ضد من دخلوا البلاد بشكل غير نظامي.
غير أن المحكمة العليا – ذات الغالبية المحافظة – منحت ترامب انتصاراً قضائياً مؤقتاً، عبر رفع التعليق والسماح للإدارة بتنفيذ قرارها لحين بتّ محكمة الاستئناف في الدعوى.
ولم توضح المحكمة العليا حيثيات قرارها ولم ترفقه بتوقيع، إلا أنه رافقه اعتراض من القاضيتين الليبراليتين كنتاجي براون جاكسون وصونيا سوتومايور، اللتين نبهتا إلى أن تنفيذ القرار قد “يقتلع حياة نحو نصف مليون شخص من غير المواطنين”، بينما لا تزال طلباتهم القانونية قيد الدراسة.
يُذكر أن المحكمة العليا كانت قد أصدرت قراراً مشابهاً في 19 مايو، أتاح للإدارة الأمريكية إلغاء وضع الحماية المؤقتة لحوالي 350 ألف مهاجر فنزويلي، وهو ما يعزز توجّه ترامب الصارم حيال المهاجرين.
ويُعد هذا التحوّل القضائي دفعة قوية لترامب الذي لطالما اعتبر أن الولايات المتحدة “تتعرض لغزو من مجرمين أجانب”، وتعهّد خلال فترته الرئاسية بترحيل ملايين المهاجرين، إلا أن سلسلة من الأحكام القضائية حدّت من تنفيذ برنامجه للترحيل الجماعي.
في سياق منفصل، أعلن ترامب عن رحيل مستشاره الملياردير إيلون ماسك من البيت الأبيض، عبر مؤتمر صحفي مشترك. وكتب على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال”: «سيكون هذا يومه الأخير، لكن ليس حقاً، لأنه سيكون دائماً معنا، يساعدنا على طول الطريق»، ما أثار تكهنات بشأن استمرار دور ماسك في الحملة الانتخابية المقبلة أو خلف الكواليس.
ويبدو أن ترامب، الذي يستعد لخوض انتخابات 2024، يواصل إعادة تشكيل فريقه ومضاعفة ضغوطه على ملف الهجرة، الذي لطالما كان نقطة جذب للقاعدة الانتخابية المحافظة، فيما تبقى قرارات القضاء ساحة صراع حاسمة بين الرؤى المتباينة تجاه ملف المهاجرين.