اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الام …جزء من رحمة الله

 

ندى عوبلي، رئيس الاتحاد العام لنساء الجنوب

الام شجرة وارفة الظلال تعطي لابنائها بلا تململ وبسخاء حتى وان حرمت ذاتها لا تحرم ابنائها ..
هي الام وطن في ظلها يكبر الاطفال بامن وامآن تسعدهم بابتسامتها ورضاها عنهم ، من كالأم في العطاء تسهر لراحة صغارها تجوع لتطعمهم وتسقيهم لا تتوانى ان تدخل الفرحة لقلوبهم بما وسعها تهديهم اجمل الهدايا لتسعدهم ..

هي الام تبتسم وهي في ألم لتسعد انت ، من لا تشكو من صبرها ، صبر لا نظير له لاجلك ومعك تشع نورا وضياء …
لقد خلقها الله رغم ضعفها قوية تتحمل بصلابة الجبال كل القسوة والصعاب وقلة الحيلة حتى لا يشعر ابناؤها بالحاجة والضيم ، تربي فيهم العزيمة والقوة والاكتفاء والقناعة والرضا..والحمدلله

تتحمل الم الحمل والولادة الذي وصف العلماء وجعها بقوة تساوي مقدار ثلاثة الف ضربة بالسيف ، تتحمل مشقة الرضاعة والم التربية حتى يبلغوا ابناؤها الحلم ولا تزال تقتفي اثرهم تتحسس حاجتهم يؤلمها ما يؤلمهم ويسعدها نجاحهم واستقامتهم وتطورهم مهما بلغ عدد ابنائها تحتويهم وحدها وتكفيهم حباً وحناناً وهي المفرد وهم الجمع …

ان ما يؤلم الام التي اقتصت من صحتها. وعافيتها لتهبها لاولادها وبناتها. واجتزأت من وقتها وسني عمرها لتقدمه هدية لحاجة صغارها
ان ما يؤلمها حقا ان تسمع كلمة عابرة تخرج من فاه ابن ضال لها كنصل يجرح قلبها وخاصرتها يكسرها ويكسر فرحتها به، ان دموع الام التي تنسكب في جوفها وغصتها حينما تدرك ان كل تضحايتها قوبلت بالا مبالاة من بعض الابناء والجحود وقد صاروا شبابا ورجالا وبناتها باتوا فتيات وصبايا وامهات متزوجات وقد امتصوا سنوات ام تعبت حتى يصلوا لما وصلوا اليه اليوم ..

ان الانكار لدور الام لا يحتاج عبارات وكلمات لتبلغها رسالتك ، يكفي ان تسيئ معاملتك لمن فقدت اجمل سنوات حياتها لاجلك برحابة صدر ورضا قال تعالى في كتابه العزيز { وقضي ربك الا تعبدوا الا اياها ووصى بالوالدين احسانا اما ان يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهماكما ربياني صغيرا} هنا سبحانه وتعالى اوصى بالوالدين وقرن عبادتة بوصيته للابناء ببر الوالدين ايمانا واحتسابا لطاعة الله فالرأفة بالوالدين والعطف بهما وقد شاب راسهما وانحنى ضهرهما وقضيا عمرهما وهم في خدمتك وسعادتك في تقويمك والاحسان اليك فطاعة الرب في طاعتك وتحملك لهما عند الكبر …

الام جنة الانسان في الارض هي واحة من الراحة والامان والاطمئنان هي نعيم وسخاء وشفاء و وكنز من العطاء وجودها في حياة الإنسان تكفيه عن اي انسان رجاؤها من ربها ان يحميك و يعطيك من خيره لا يحرمك مما تتمناه ويعصمك الله من شر المهالك ويكفيك عن الاشرار ويرزقك في كل سكة سلامة وان يشرح صدرك باقداره ورضاه. هي امك من ترجو الخير لك بلا مقابل فقط لانك ولدها ولا ترجو منك عطاء غير الرحمة الحب والشفقة وقد بلغت من العمر اضعاف عمرك

امك هي سبيلك للجنة باذن الله
وعقوقك لها سيؤذي بك الى جهنم والعياذ بالله ان ربها يغير عليها ولا يقبل منك ما يوجعها ودمعة عينيها تؤلمه كما تؤلمها واشد وهو رب العالمين ..

وحده من اهداك اياها ليقربك للجنة هي الجنة مجسمة في الارض لتراها بصيرتك .. فكيف لامراة ضعيفة البنية ان تعطي ما تعطيه الام وحدها لكل ابنائها مهما بلغ عددهم بآن واحد من اين لها الطاقة والقدرة اليست من عند الله سبحانه ليريك جزء من رحمته التي وسعت كل شي وتعي ببصيرتك ما في خزائن الله لك ان اطعته وعبدته كما يحب ويامرك وبريت بوالديك .. هنا الدفئ والحنان السكينة والامان و دار النعيم واسعة الجنان

كل عام وكل ام بخير ورضا من الله تعالى

ندى عوبلي
رئيس الاتحاد العام لنساء الجنوب

زر الذهاب إلى الأعلى