حين تحلّق الفراشة في منامك: بشرى أم إنذار بالجهل؟

تُعدّ رؤيا الفراشة في المنام من الأحلام المتنوعة التأويل، التي تتراوح دلالاتها بين السلبية والإيجابية، وفقًا لعدة حالات ومواقف يذكرها الإمام محمد بن سيرين في تفسيره. ففي مواضع كثيرة، يرى ابن سيرين أن الفراشة ترمز إلى الجهل وقلة الخبرة، لاسيما حين تظهر في بيئة العمل أو في محيط سكني يعجّ بالشباب. ويشير في تفسيره إلى أن الفراشة قد تكون تعبيرًا عن عدوٍ ضعيف أو اغترار بواقعٍ زائف.
أما في حال رؤيا الفراشات في مكان العمل، فإن ذلك يُعبّر – وفقًا لابن سيرين – عن جهود دعائية تخلو من الاحتراف، بينما تحوم الفراشة في المنام حول الرائي كعلامة على وجود عدوٍ ضعيف لا يشكّل خطرًا فعليًا. وتُعدّ رؤيا الفراشة تحط على الرائي دليلًا على الوقوع في الجهل، أما الإمساك بها فهو انتصار على الفتن، فيما يرمز حبس الفراشة إلى التمسك بالمبادئ والعادات.
ورغم هذه الإشارات السلبية، فإن دلالات أخرى تحمل تفاؤلًا واضحًا. فرؤيا الفراشة فوق زهرة، أو طيرانها بين الزهور، تبشر بالفرح وسماع الأخبار السارة، بل إن ابن سيرين يرى أن تحليقها حول الرائي يرمز إلى عودة شخص عزيز من سفر وتعزيز روابط المحبة بينهما. أما رؤيا الفراشة البيضاء فتُعبّر عن الحظ الجيد، في حين أن الفراشة متعددة الألوان تنبئ بتكوين صداقات جديدة صالحة.
في المقابل، تظهر دلالات سلبية في رؤيا الفراشة الصفراء التي تشير إلى المرض والهموم، أما الفراشة الميتة فهي نذير بفشل الرائي في تحقيق أحلامه. كما أن انتشار الفراشات على الأرض يُفسّر كعلامة على تفشي الجهل والفقر وربما الأمراض.
وتكتسب هذه الرؤى خصوصية عند المرضى؛ إذ يُعتبر ظهور الفراشة في منام المريض من علامات دنو الأجل، بينما يدل الهروب منها في الحلم على معاناة الرائي من مشكلة يحاول تجاهلها أو الهروب منها في الواقع.
وفي دلالة لافتة، يُشير ابن سيرين إلى أن رؤيا فراشة دودة القز ترمز إلى دخول الحالم في دائرة من الرفاق الطيبين وتعلم القيم الصافية، ما يمنح الرائي شعورًا بالأمان والاستقرار.
وختامًا، فإن رؤيا الفراشة في المنام – كما يراها ابن سيرين – لا يمكن حصرها في بُعدٍ واحد؛ فهي تتراوح بين الجهل والبشرى، بين التهديد والطمأنينة، وتكمن أهميتها في السياق الذي تظهر فيه وظروف الحالم النفسية والواقعية.