اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

علي محمد سيقلي يقول: النكبة التي ظنناها نخبة

 

علي محمد سيقلي

في زمن الـ”لا إعجاب” المتبادل، والاشتباك البارد في ساحات الفيسبوك، صار الجدار الأزرق أشبه بساحة غزاة حضاريين، لا ينقصهم سوى ناقة تُنهب أو “منشور” يثأر له.

فجأة، تحوّل الفيسبوك من منصة للتعبير إلى مضمار للتمترس، حيث تتواجه الجيوش لا بالسيوف، بل بالـ”بوستات القذرة”، وتزهق فيها الكرامات على يد لوحات المفاتيح.

 لم نعد بحاجة إلى معارك حقيقية، فلدينا الآن “حلبة مفتوحة عالبحري” أخلاقها مشلولة، ومنطِقها مبتور، لا تشبه في شيء نزاهة الخلاف، بل تشبه شتيمة مكتوبة بخط التسخ الأنيق.

المشكلة ليست في الشتيمة، فالشتائم تغفر إن خرجت من جاهل، بل في أن الشتيمة اليوم لها منظرٌ وقامة، وربطة عنق، وأحيانًا لقب أكاديمي من جامعة “تيري بيري”. 

لقد اكتشفنا وللأسف أن من كنا نظنهم النخبة، ما هم إلا “نكبة” مؤجلة الصرف، عجزت جراحات التجميل الفكرية عن ترقيع وجوههم الإعلامية.

والأدهى من ذلك، أن ذات الأسماء تتكرر كأنها لعنة رقمية محفوظة في الذاكرة المؤقتة لكل حملة قذرة. 

يقتاتون على السمعة مثلما يقتات الذباب على الجروح، ويستعذبون الشهرة ولو على جثة جسد مسجى.

 شعارهم، “إذا رأيت إنجازًا يبتسم، اطعنه في الخاصرة” ثم دسّ رأس القطيع “البعاع” في متصفحك.

ما هذه الكماشة؟ إنها ليست كماشة أبواب بل كماشة “وقيعة”، أدواتها مثقف مدعي براءة، لا يشتم ولا يطعن بل يوزع مجموعة صور ومعرفات مزيفة، مسلحة بجرعة شتائم، وسردية خالية من أي مضمون إلا الحقد. 

عقل القطيع مستنفر، يتمايل كما تريد له الصفحة الأولى أن يتمايل، حتى يخال لك أن الأدمغة لم تعد في الرؤوس بل على موعد مع زر السيفون”.

وجاءت التظاهرة النسائية كالعاصفة. لم تكن مجرد فعالية، بل كانت صفعة جماعية على وجه ثقافة الإقصاء. تزلزلت على وقعها مفاصل الطارئين، واشتعلت أصابعهم على لوحة المفاتيح كالفتنة تمشي على قدمين.

 أرّقهم نجاح النساء، فأيقظ فيهم فشلهم المؤجل، وصاروا يسهرون لا على نور الوعي، بل على ظلمة الشك.

فما العمل؟

الحل بسيط، لكنه مؤلم ألا وهو “التجاهل الحكيم”.

نعم، دعهم يعوون في الظلام، وامضِ أنت في ضوء الحقيقة.

فالنجاح لا يقاس بعدد الإعجابات، ولا بالترند، بل بعدد العقول التي تحررت من أسر القطيع.

و خينا شيهدأوا

زر الذهاب إلى الأعلى