جمال علي يحذر “شباب بيضيعوا… والحبوب المخدّرة بتاكل أرواحهم”

كتب/ جمال علي أبو علي
ايش اللي بيصير؟! ايش اللي حصل لهذا الجيل؟ شباب في عمر الورد، كانوا أمل الوطن وحلمه، صاروا يمشوا زي الجثث، لا روح، لا نظرة، لا طموح… عيونهم ضايعة وسط ظلام، ما له آخر. كل هذا بسبب حبوب وسخة، تباع في الزوايا والشوارع، تبلع بثواني وتسرق منهم عقلهم وشرفهم وكل إنسانيتهم.
نعم، مش مبالغة… إحنا فعلاً في كارثة!
حبوب الموت… طريق ما في له رجعة. الحبوب المهلوسة ما عاد غريبة علينا، صارت جزء من حياة كثير من الشباب. يجي واحد يعطيهم إياها بأسماء كاذبة: “حبوب القوة، السعادة، النسيان”، وهي في الحقيقة: حبوب الخراب والانتحار البطيء.
البداية تكون بجرعة، بس من باب التجربة… بعدها يتحوّل كل شي: إدمان، تبلّد، ممكن جريمة، سجن، أو موت، أو نهاية ما تليق بشباب كان مفروض يكون بنّاء، مش ضحية.
فين إحنا من كل هذا الجحيم؟ المدارس ساكتة. البيوت غافلة. الدولة تتفرج. الشوارع مليانة مروّجين، والجهات المعنية نايمة أو ساكتة. المجرمين يبيعوا السم زي ما الناس تبيع البسكويت، والضحية: شاب صغير، يحترق من جوّه وما حد داري.
جيل كامل يُخطف من بين يدينا، وإحنا نتكلم عن التنمية والمستقبل! أي مستقبل؟ شبابنا يُقتل كل يوم! كيف أمة تنهض وهي تقتل عقلها بيدها؟ كيف تحلم بالتقدّم وهي غارقة في وهم حبة بيضاء صغيرة؟
إحنا نشوف انتحار جماعي، مش بالسلاح، بالحبة. نشوف انهيار أخلاقي وفكري واجتماعي… ونسكت كأننا مش معنيين.
الوقت يركض والدم ينزف.
ما نبغى إدانات كذابة.
نبغى صرخة بحجم الكارثة.
نبغى تحرّك حقيقي… من المجتمع، من الأمن، من الإعلام، من الدين، من المدارس.
نبغى قوانين تخوّف، عقوبات توجع، مؤسسات تعالج، ناس تصحى.
لازم نحارب السم ذا زي ما نحارب أي عدو. لأنها فعلاً حرب من الاعداء… حرب على عقول شبابنا، تسرق أرواحهم بصمت، من غير مقاومة، من غير حتى دمعة.
والأمن والاستقرار لا يأتي إلا بتعاون ومسؤولية الجميع وسيحاسب عليه أمام الله عزّ وجل الكل المواطن والمجتمع بكل فئاته ..
صرخة أخيرة…
يا آباء، صحّوا.
يا معلّمين، قوموا.
يا مسؤولين، تحرّكوا.
شبابنا يُبادوا… لا تسكتوا أكثر!