النقابي الجنوبي: اعلان كاك بنك
اخبار وتقارير

المكلا تحتضن فعالية “حضرموت أولاً” في ذكرى التحرير وسط زخم شعبي ورسائل سيادية

 

 الانتقالي الجنوبي يعلن: الفعالية استفتاء شعبي لتجديد التفويض للنخبة الحضرمية

 بن بريك: نحتفل اليوم بتحرير الساحل وسنحتفل قريبًا بانتصارنا في وادي حضرموت

 النقابات والقيادات المدنية تؤكد مشاركتها: حضرموت تقف صفاً واحداً ضد مشاريع الهيمنة

 مليونية المكلا ستكون الأوسع في الجنوب وتُجدد القرار الحضرمي

 دعوات واسعة للمشاركة في الفعالية التاريخية تأكيدًا على وحدة الصف ورفض الوصاية

النقابي الجنوبي/ خاص

تتهيأ مدينة المكلا لاحتضان واحدة من أكبر الفعاليات الجماهيرية في تاريخها، والمقررة في 24 أبريل الجاري، في ذكرى تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة عام 2016، وهي الفعالية التي تنظمها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت تحت شعار “حضرموت أولاً”، دعمًا لقوات النخبة الحضرمية وتجديدًا للعهد على المضي في مسار السيادة الجنوبية.

التحضير لهذا الحدث تجاوز الأطر التنظيمية إلى كونه حراكًا شعبيًا يتفاعل معه الشارع الحضرمي بكل فئاته، ويعيد رسم المشهد السياسي في المحافظة، في ظل تحديات متزايدة تحاول إعادة إنتاج الوصاية على حضرموت واختزال تمثيلها في كيانات قبلية أو حزبية ضيقة.

خلال اجتماعها الدوري الثاني لشهر أبريل، أعلنت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في حضرموت إقامة الفعالية الكبرى في المكلا، مؤكدة أنها ستكون رسالة واضحة للعالم بأن حضرموت تقف صفاً واحداً في مواجهة مشاريع التفتيت، وأنها متمسكة بمستقبلها كجزء لا يتجزأ من الجنوب، وترفض كل محاولات سلخها عن محيطها وهويتها.

وقال رئيس انتقالي حضرموت، العميد سعيد أحمد المحمدي، إن الفعالية “تأتي في ظرف حساس تشهده حضرموت، وتُعد بمثابة استفتاء شعبي جديد لتجديد التفويض لقوات النخبة الحضرمية التي تمثل عمود الاستقرار في الساحل”، مشددًا على أن “فعالية حضرموت أولاً بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار بقيادة أبنائها ومؤسساتها الأمنية، وعلى رأسها قوات النخبة الحضرمية”.

ويؤكد مراقبون أن الفعالية تمثل في جوهرها تعبيرًا عن رفض محاولات تجزئة حضرموت أو سلخها عن محيطها الجنوبي، وتجديدًا لمطلب خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى المحتلة لوادي حضرموت، بوصف وجودها هناك عاملًا معيقًا للاستقرار، ورمزًا للهيمنة التي تسعى أطراف سياسية يمنية لإبقائها على المحافظة.

حضور المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت لا يزال أحد أبرز عوائق التوازن الأمني والسياسي، وقد أثار وجودها طويل الأمد في مناطق الوادي استياءً واسعًا في الأوساط الشعبية، لا سيما مع تكرار حوادث الانفلات الأمني والاغتيالات. وتعتبر قيادات جنوبية أن استمرار هذه القوات يمثل انتهاكًا لإرادة أبناء حضرموت، ويقوّض فرص الانتقال إلى منظومة أمنية يقودها أبناء الأرض من خلال قوات النخبة الحضرمية.

تأييد نقابي وشعبي واسع

وفي لقاء تحضيري موسع ضم قيادات مدنية وحقوقية، أكد نائب رئيس اتحاد نقابات وعمال الجنوب، الأستاذ عوض باكونه، أن “النقابات في حضرموت ستكون في مقدمة الصفوف يوم 24 أبريل”، معتبرًا أن “الفعالية القادمة تكرس وحدة الصف الحضرمي في وجه مشاريع السيطرة والهيمنة، وتُعيد الاعتبار للنخبة الحضرمية كمكسب أمني لا يُفرط فيه”.

كما قال محمد باقديم، الناشط السياسي البارز، إن “كل المؤشرات تقول إن مليونية 24 أبريل بالمكلا ستكون أكبر مليونية ليس على مستوى حضرموت فحسب بل على مستوى الجنوب”، مضيفًا أن “الرد الشعبي في حضرموت سيكون واضحًا لكل من يحاول اختزال القرار الحضرمي أو الالتفاف عليه”.

من جانبه، قال ناصر التميمي، رئيس القيادة المحلية للهيئة التنفيذية لانتقالي مديرية دوعن: “إن المشاركة الواسعة في هذا الحدث هي رسالة للعالم أن حضرموت ترفض أن تُختطف باسم القبيلة أو المصالح الضيقة، وتصر على أن تكون قراراتها نابعة من إرادة أبنائها، ضمن إطار جنوبي جامع”، مؤكدًا أن “حضرموت ليست ساحة لصراع الأجندات أو المشاريع المتعارضة”.

دلالات رمزية ومعركة سيادة

تحمل فعالية 24 أبريل رمزية مضاعفة، فهي تواكب ذكرى انتصار حضرموت على الإرهاب، وتأتي في وقت يتصاعد فيه الهجوم الإعلامي الإخواني قوات النخبة الحضرمية، وسط تحركات لتقويض دورها وتشويه سجلها الأمني.

في هذا السياق، قال الإعلامي أمجد يسلم صبيح: “النخبة الحضرمية لم تكن صدفة.. بل نتاج إرادة حضرمية ودعم عربي لمواجهة أخطر تنظيم إرهابي. قوة ولاؤها لحضرموت، عقيدتها جنوبية، ومعركتها شريفة”. ويضيف صبيح أن “أي محاولة لإضعاف النخبة هي بالضرورة محاولة لإضعاف القرار الحضرمي، ولا يجب أن تمر”.

وتحرص الحملة الإعلامية للفعالية على التأكيد بأن “حضرموت أولًا” ليست مجرد شعار مؤقت، بل تفويض شعبي متجدد للنخبة الحضرمية لتمثيل حضرموت أمنيًا وسياسيًا، ضمن دولة جنوبية فدرالية تمتد من المهرة إلى باب المندب.

بن بريك: حضرموت ستنتصر مجددًا

بدوره، أطلق اللواء أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أول تصريح له عقب وصوله المكلا، داعيًا أبناء حضرموت إلى المشاركة في الفعالية الحاشدة، قائلًا: “تحرير المكلا كان بداية لاستعادة الأمل، وسنحتفل قريبًا بانتصارنا في وادينا سئيون”. مؤكدًا أن الفعالية “تجسد وحدة الصف الجنوبي وتجدد العهد على المضي نحو استعادة الدولة”.

رفض الوصاية.. وتأكيد التعدد

وأكدت الهيئة التنفيذية للانتقالي أن “حضرموت لطالما تميزت بالتنوع السياسي بين كافة المكونات، ولا يمكن اختزال تمثيلها في فرد أو حزب أو حلف قبلي”، مشيرة إلى أن انتقالي حضرموت يؤكد بعدم القبول باختزال تمثيل المحافظة في جهة واحدة أو حلف معين.

خاتمة

بين الذكرى والتحول، بين الماضي والمستقبل، تتجه أنظار الجنوب إلى المكلا في 24 أبريل. فعالية “حضرموت أولاً” لم تعد مجرد تظاهرة سياسية أو مطلبية، بل معركة سيادة وهوية، يُراد لها أن تُنهي زمن الوصاية وتُدشّن مرحلة يقودها أبناء حضرموت بأنفسهم، على طريق الدولة الجنوبية الفدرالية.

زر الذهاب إلى الأعلى