اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الصحة في الجنوب ثلاث مراحل قبل ومابعد الاستقلال البريطاني وفي عهد الاحتلال الشمالي

حسين الجعدني

 

في حوار صحفي مع الاخ الخضر علي محمد فهيد مسؤول شؤون الموظفين مستشفى الوضيع م/ ابين حول ماكنت عليه الصحة في المناطق الريفية قبل الاستقلال البريطاني وبعد الاستقلال وماوصلت اليه المستشفيات والمراكز الصحية من تدهور بعد الوحدة اليمنية الى يومنا هذا وتحدث الخضر فهيد قائلاً :

” اولاً اهني شعب الجنوب بعيد الاستقلال وطرد اخر جندي بريطاني من ارض الجنوب في 30  من نوفمبر 1967م هذا العيد الذي يمر علينا لذكرى 52 لعيد الجلاء وكل عام ترفع اعلام الجنوب ونشعل النيران ابتهاجاً بهذا اليوم هذا ما نعمله في المناطق الريفيه بينما المدن تضيء بالالعاب النارية وتقام المهرجانات بهذه المناسبة الغاليه على الشعب الجنوب .

 

وقال فهيد ” اننا قبل الاستقلال في المناطق الريفية لم تكن لدينا مستشفيات وكانت لدينا وحدة صحية متواضعة لا تتوفر فيها اي مستلزمات صحية وكان مديرها عبدالله بن عبدالله معور وكان لايوجد تعقيم فكان يعقم الابر ( المطارش ) عبر النار وطرح تلك الابر في الماء وتسخينه بالنار حتى يغلي ، وكذلك لعدم وجود ادوية ونقص في الابر كان يضرب للمرضى حقن فيها water ( ماء ) لعدم توفر الابر والادوية ولكن بعد الاستقلال المجيد وتكوين الجمهورية لدولة الجنوب تم انشئ مرافق ومركز صحية في جميع المناطق الريفية وتم توفير جميع المستلزمات الطبية وفي مديرية الوضيع انشئت في جميع القرى ومن تلك القرى والمناطق جريزفان و الحردوب ومقطن و امنقع وغيرها وبنسبة لمركز المديرية الوضيع تم انشئ مستشفى عام .

 

واضاف فهيد ” وكانت المرحلة الاكثر ازدهار هي المرحلة التي بين ما بعد الاستقلال وقبل الوحدة اليمنية اي الفترة التي كانت في ظل دولة الجنوب كامل السيادة حيث اصبح في جميع المناطق المراكز الصحية وجميع المدن والمديريات تجد المستشفيات وفيها تتوفر جميع الطاقم الطبي وتتوفر الادوية وجميع المستلزمات الطبية وكل هذا مجاناً وعلى حساب الدولة بل حتى وجبات الغداء على حساب الدولة ويتم معالجة المرضى مجاناً وكل الادوية تصلنا من الحكومة ولدينا مستودعات ادوية كبيرة ويتم تمويلها من الحكومة ويصلنا كذلك دعم من الدول الصديقة مثل الاتحاد السوفيتي وتشيكسولفاكيا والمانيا الشرقية .

 

وعبر فهيد ” وللاسف بعد الوحدة المشؤومة تم تدمير الصحة بطريقة ممنهجة لتركيع شعب الجنوب فقد اهملت المراكز والمستشفيات الحكومية وقام المحتل بفتح مستشفيات خاصة التي قتلت كاهل المواطن الجنوبي والذي معتمد اعتماد كلي على الدخل المحدود من راتبه الحكومي الزهيد ولم يتوقع انه سوف يجد كل ماكنت توفره الحكومة مجاناً سوف ينتهي بسبب الاحتلال الشمالي الذي تعمد افراغ الصحة واهمال مراكزها ومستشفياتها الحكومية من اجل ان يتجه المرضى الى المستشفيات الخاصة فأصبح المحتل يعطيك راتبك ليدك اليمنى ويسلبه منك بيدك الشمال عبر نظام الخصخصة ويصبح كل ماهو حكومي مدمر ويصبح القطاع الخاص الشمالي مهيمن على الجنوب ومؤوسساته من صحة ونقل وتعليم وغيرها ، فلم يرحموا حتى المرضى الذين يعانون الامراض المزمنة مثل مرض السكر و الضغط حيث لم يعد في المستردعات الطبية الحكومية اي دواء حتى الصيدليات الحكومية بل قاموا بيع الادوية المدعومه مجانا من دول صديقة مثل الكويت والخليج حتى البنسلين المجاني يبيعوه بمبلغ 700 ريال وباعوا الادوية المجانيه بالسوق السوداء ولم يكتفوا بهذا فقد قاموا باقتحام بعض المراكز في المدن والبسط عليها دون اي حسيب او رقيب وسرحوا الكوادر الطبية من مواقعهم ومناصبهم و اوقفوا الدورات الطبية والتأهيلية فاصبحت المراكز الصحية خاوية على عروشها ، وتحولت من مراكز لأنقاد الحياة الى مراكز لصرف شهادات الوفاة ، لقد دمر المحتل الشمالي كل شيء جميل كانت دولة الجنوب الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية ان لم يتستطيع المركز الصحي بالريف ان يعالج المريض يتم نقله بسرعة لعاصمة المحافظة او نقله الى عدن عاصمة الدولة بل اكثر من ذلك فأن كان المرض مستعصي يتم نقله للدول الصديقة الاتحاد السوفيتي او المانيا الشرقية او الصين وغيرها من الدول ومجانا على حساب نفقة الدولة ، كانت للمواطن قيمة والحكومة تقوم بواجبها اتجاه المواطن وكان الجميع سواسية وتحفظ الدولة كرامة المواطن وتكفل به وتقدر الكادر وتهتم به وبأسرته عكس ماقام به المحتل الشمالي الذي احرق الاخضر واليابس .

 

 

واكمل فهيد حديثه ” اما بالنسبة لحالة الموظف في الصحة فأن حالته يرثى لها فلم يعد راتبه الحقير يوفر له لقمة العيش واصبح العامل مقيد بالديون فقد ارتفعت الاسعار في المواد الغدائية بشكل جنوني ونحن في الريف نعاني في الحياة المعيشية حيث ان اقل بيت في الريف يشتري شهرين الماء بعشرين الف ريال والاسعار عندنا مضاعفة واجور النقل والمواصلات ليصل الموظف لعمله لا تحتمل حيث كانت في السابق توفر الصحة باصات حكومية تبع الصحة لنقل الكادر الصحي اما الان بعد الوحدة قطعوا كل شيء حتى الحوافز والعلاوات والغداء كل شيء قطعوه واصبح الكادر الطبي يعيش حياة صعبة وقاسية ويعاني الامرين بسبب سياسة المحتل الشمالي .

 

و أشار فهيد ” و اننا في هذا الوضع الرهن وببالغ الحزن والاسف الشديد اصبحت حياة الكادر الطبي مهدده بالخطر وكم جريمة حدثت وقتلوا فيها الموظف الصحي دون اي حماية لذلك الموظف والاسباب هي حكومة الاحتلال الشمالي حيث عندما يموت مريض بسبب نقص الدواء ولا يستطيع اسعافه في المركز او المستشفى يصب غضب اهل المريض فوق الكادر الطبي فأصبح هو المسؤول عن وفاة مريضهم ، وكذلك انتشار الاوبئة في المناطق الريفية والنائية وتلك الامراض فتاكة ان لم يتم اسعاف المرضى بأسرع وقت ومن الاوبئة المنتشرة هي حمى الظنك والملاريا وغيرها التي تصاب وينتشر المريض نتيجة عدم الرش في المزارع لمحاربة البعوض او الرش في البرك والمياة الراكدة واماكن الراكام او ازالة المخلفات في تلك المناطق وعدم التوعية وعدم وجود خزانات مياة صحية بل لم تعد المراكز الصحية تتوفر فيها البيئة الصحية لعدم توفير المستلزمات لتنظيف وتعقيم لتوفير بيئة صحية في تلك المراكز نتيجة اهمال بل تدمير ممنهج لمؤسسة الصحة من قبل المحتل الشمالي لأرض الجنوب .

 

وختم فهيد كلامه ” ان الصحة في الجنوب كانت في دولة الجنوب هي الافضل ومرت الصحة بثلاث مراحل قبل الاستقلال وبعد الاستقلال البريطاني وفي عهد الاحتلال الشمالي وكان الاسوء هو عهد الاحتلال الشمالي واننا نتمنى ان يعود الزمن الجميل نريد دولة النظام والقانون دولة الناس فيها سواسية دولة تحافظ على حياة كل مواطن وتحمي الكادر وتمنى ان ترفع المعاناه عن كاهل الموظف البسيط حيث تهبط الاسعار وترتفع قيمة العملة ويستطيع ان يواكب راتب الموظف الحياة المعيشية و ان تكون دولة مؤسسات قوية تعاد للقطاع الحكومي مكانته ليستفيد من ذلك الشعب ويعيش الشعب بحياة كريمة تليق بشعب الجنوب الجبار الذي كافح ولا زال يكافح ولا يقبل الذل لان الجنوب مقبرة الغزاة على مدى العصور والجنوب بلد الحضارة وتاريخ يشهد له .

زر الذهاب إلى الأعلى