لا جشع فوق جراح الناس.. أين ضمير الشركات؟

النقابي الجنوبي – كاتبة جنوبية
من غير المقبول، لا وطنيا ولا إنسانيا، أن تستمر بعض الشركات الكبرى، وعلى رأسها شركات “هائل سعيد أنعم”، في التمسك بأسعار مرتفعة للسلع الأساسية، رغم الانخفاض الملموس في أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في المناطق المحررة.
ما يحدث صادم ومخجل. إذ لا مبرر اقتصادي يقنع الناس بهذا الجشع الواضح، ولا تفسير منطقي لبقاء الأسعار على حالها إلا منطق الربح الأعمى، الذي لا يعترف بألم المواطن ولا بحجم المعاناة اليومية التي يعيشها.
المشكلة، بكل وضوح، ليست في قلة الإمكانات، ولا في غياب البيئة المؤسسية، بل في غياب الإرادة وسوء الإدارة، وتغييب الكفاءات عن مواقع القرار. هذا ما أكد عليه الوزير عبدالرقيب فتح بواقعية، حين أشار إلى أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتفعيل أدوات الإدارة الرشيدة من رقابة ومتابعة وتقييم.
لدينا كل ما يلزم لننهض، بيئة سياسية وشعبية باتت أكثر نضجا واستعدادا لدعم خطوات بناء الدولة، ومؤسسات قادرة إن أُحسن تفعيلها. فقط ما ينقص هو إرادة صادقة، وعين حازمة، وقرار لا يرتجف أمام لوبيات المال والمصالح.
تجربة ضبط سوق العملة أظهرت أن التغيير ممكن، متى ما وجدت إدارة تجرؤ على المواجهة، وتملك رؤية لا تتحرك بأوامر الخارج أو ضغط الكارتيلات.
رسالتي، كابنة لهذا الجنوب المتعب، أن يتم تفعيل أدوات الرقابة على الأسواق فورا، ومحاسبة من يتلاعب بأقوات الناس، وأن يفرض على هذه الشركات النزول بالأسعار بما يتناسب مع واقع السوق. فلا قيمة لأي اقتصاد إذا لم يكن في خدمة الناس.
كفى صمتا. الناس أرهقهم الانتظار، وأوجعتهم الموازنات المستحيلة.
وحان الوقت أن يُسمع صوتهم، لا أن يسحقوا بين سندان الصمت ومطرقة الجشع.