عدن.. عقد من الانتصار في مسار لا يعرف التراجع

بقلم / أدهم الغزالي
تحل اليوم الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن ذلك اليوم الذي انكسرت فيه أوهام الغزاة وارتفع فيه صوت الحرية فوق ركام الحرب.
في 27 رمضان 2015م لم يكن الجنوب ساحة مواجهة فقط إنما كان ميدانًا لصناعة التاريخ حيث أثبت أبناؤه أن الشعوب الحية لا تُهزم وأن النضال المستند إلى الإرادة الصلبة قادر على تغيير معادلات القوة.
اليوم وبعد عقد من ذلك النصر المفصلي يقف الجنوب أكثر قوة وتنظيمًا مدعومًا بقواته المسلحة التي تحولت إلى ركيزة أساسية في حماية الأمن القومي للمنطقة وسدًّا منيعًا في وجه مشاريع الفوضى والإرهاب.
لم يكن ذلك النصر لحظة في سياق الصراع انما كان إعلانًا عن مرحلة جديدة فرض فيها الجنوب نفسه كلاعب رئيسي في المعادلة السياسية من خلال رؤية واضحة وإرادة سياسية لا تلين.
وفي هذا المسار يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي قيادة المرحلة بثبات مستندًا إلى الشرعية الشعبية ومنخرطًا في معادلة العمل السياسي والدبلوماسي لترجمة تطلعات شعب الجنوب إلى واقع ملموس لكن التحديات لم تنتهِ بعد والمرحلة المقبلة تتطلب توحيد الجهود وتماسك الصفوف لضمان تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية.
وفي هذا السياق لا يمكن إغفال الدور المفصلي الذي لعبه التحالف العربي وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في دعم المقاومة الجنوبية خلال معركة التحرير وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
تمثل هذه الذكرى محطة مفصلية تعكس إصرار الجنوب على المضي بثبات نحو تحقيق تطلعاته الوطنية فالمسيرة مستمرة، والإرادة راسخة، والهدف واضح؛ استعادة الحقوق المشروعة وبناء الدولة الجنوبية المستقلة، مستندًا إلى عزيمة أبناءه والتفافهم حول مشروعهم الوطني ودعم الأشقاء الذين وقفوا إلى جانب قضية عادلة لا تقبل التراجع.
والله المستعان.
٢٧ رمضان ٢٠٢٥م