اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

“مزاد التسويات الدولية.. هل يُباع الجنوب بين ( العليمي والحوثي).. كشف الدور الخفي في لعبة المصالح؟

“مزاد التسويات الدولية.. هل يُباع الجنوب بين ( العليمي والحوثي).. كشف الدور الخفي في لعبة المصالح؟

كتب/ وضاح قحطان الحريري

في مشهد سياسي مضطرب، تتشابك خيوط الأزمة اليمنية مع التحولات الإقليمية والدولية، حيث تتصارع المصالح وتتصادم المشاريع. وسط هذا التعقيد، أطلق رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، تصريحات مثيرة للجدل من مركز شمال الحلف الأطلسي حول استراتيجيات الردع ضد الحوثيين، متجاهلًا في المقابل الأزمة الاقتصادية الخانقة في الجنوب ومعاناة المواطنين اليومية.

لكن هذه التصريحات تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: هل يمثل العليمي بالفعل قيادة تعكس إرادة الشعب، أم أنه مجرد أداة بيد قوى إقليمية ودولية؟ ولماذا يتم التركيز على الأمن البحري بدلًا من الأولويات الملحة في الداخل؟ وهل هناك تحركات لإعادة رسم خارطة السيطرة في اليمن بما يخدم أجندات خفية؟

العليمي والحوثيون: تكتيكات متبادلة أم تفاهمات خفية؟

بينما تواصل جماعة الحوثي عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وتهديداتها للممرات الملاحية، يبدو أن العليمي يتبنى خطابًا يتجاهل خطورة الوضع على الجنوب. فمنذ توليه رئاسة المجلس الرئاسي، لم يتخذ أي خطوات جادة لمواجهة التوسع الحوثي، بل بدا في كثير من الأحيان وكأنه يهادن الجماعة عبر وسطاء إقليميين.

التقارير الدولية تشير إلى أن هناك تفاهمات غير معلنة بين بعض أطراف الحكومة والحوثيين، يتم تمريرها عبر وساطات إقليمية، مما يطرح تساؤلات خطيرة: هل أصبح العليمي مجرد ورقة في يد القوى الدولية لإبقاء اليمن في حالة توازن هش؟ ولماذا لم يتخذ أي إجراءات حاسمة لدعم القوات الجنوبية التي تتصدى للهجمات الحوثية؟

البعد الإقليمي والدولي: دعم الاستقرار وتوازن المصالح

لم يكن الملف اليمني يومًا بمعزل عن التدخلات الإقليمية والدولية، فكل من السعودية والإمارات لهما دور بارز في دعم استقرار الجنوب والحفاظ على التوازن الإقليمي.

السعودية: شريك استراتيجي وداعم للاستقرار

لا تزال المملكة العربية السعودية تقود التحالف العربي ضد الحوثيين، وتتبنى مقاربة تجمع بين الدعم العسكري والسياسي للحفاظ على استقرار اليمن. فرغم الانفتاح السعودي على المسار التفاوضي، إلا أن الرياض لم تتخلَّ عن دورها المحوري في دعم الجنوب، سواء من خلال المساعدات الاقتصادية أو عبر تعزيز القدرات الأمنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

كما أن السعودية تدرك أهمية الجنوب في المعادلة الإقليمية، وتسعى لضمان عدم سقوطه في الفوضى أو تحت سيطرة قوى معادية، وهو ما يفسر استمرار دعمها للحكومة الشرعية وللقوى التي تعمل على تأمين الاستقرار في المنطقة.

الإمارات: شريك في التنمية وتعزيز الأمن

من جانبها، لعبت الإمارات دورًا بارزًا في دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر تقديم مساعدات عسكرية وإنسانية، والمساهمة في تأهيل البنية التحتية والخدمات. ورغم أن هناك مؤشرات على إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية، إلا أن أبوظبي لا تزال تدعم استقرار الجنوب، سواء عبر الشراكات الاقتصادية أو من خلال تعزيز القدرات الأمنية للمناطق المحررة.

في السنوات الماضية، ساهمت الإمارات في إنشاء وتدريب قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية، مما عزز قدرة الجنوب على التصدي للتهديدات الإرهابية والحوثية. كما أن اهتمامها بتطوير الموانئ والجزر اليمنية يعكس رؤية طويلة المدى لدعم الاستقرار والتنمية.

التحديات القادمة: هل يملك الجنوب أوراق القوة؟

رغم الدعم الإقليمي، يواجه الجنوب تحديات كبيرة تتطلب رؤية استراتيجية واضحة، تقوم على:

تعزيز الجبهة الداخلية وحماية المؤسسات الجنوبية من الاختراقات السياسية.

التحرك الدبلوماسي لكسب المزيد من الدعم الإقليمي والدولي.

التعامل بحكمة مع المتغيرات الدولية لضمان عدم التفريط في مكتسبات القضية الجنوبية.

سيناريوهات المستقبل: خيارات الجنوب في ظل المتغيرات

1. سيناريو الدعم المستمر: استمرار دعم السعودية والإمارات للجنوب يمكن أن يؤدي إلى استقرار أكبر وتعزيز دور المجلس الانتقالي سياسيًا وعسكريًا.

2. سيناريو الضغوط الدولية: قد تتعرض الأطراف الجنوبية لضغوط دولية للقبول بتسويات لا تخدم مصالحها، ما يستدعي مرونة سياسية دون التفريط في الحقوق المشروعة.

3. سيناريو المواجهة المفتوحة: في حال تصاعد التهديدات الحوثية، قد يجد الجنوب نفسه أمام معركة مصيرية تتطلب موقفًا موحدًا ودعمًا إقليميًا قويًا.

خاتمة

يبقى السؤال الكبير: هل سيتمكن الجنوب من الحفاظ على مكتسباته السياسية والأمنية في ظل لعبة المصالح الدولية؟ المؤكد أن دعم السعودية والإمارات لا يزال عاملًا رئيسيًا في تعزيز استقرار الجنوب، لكن المستقبل يتطلب رؤية واضحة واستراتيجية متماسكة لمواجهة التحديات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى