اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

عندما يصبح الصراع الإداري قنبلة موقوتة!

عندما يصبح الصراع الإداري قنبلة موقوتة!

كتب/جلال باشافعي

في أي مؤسسة ناجحة، يكون التناغم بين رئيس مجلس الإدارة والمدير العام أساسًا للاستقرار والتطوير، لكن عندما يتحول هذا التناغم إلى صراع نفوذ، تتحول المؤسسة إلى ساحة معركة، وبدلًا من أن يكون الهدف تحسين الأداء، يصبح الهدف تصفية الحسابات وكسب الولاءات، حتى لو كان الثمن هو تدمير المرفق وضياع حقوق الموظفين.

في هذا الصراع، لا يقف الطرفان وحدهما، بل يبدأ كل منهما في تكوين فريق من الموالين، يمنحهم الامتيازات والصرفيات لضمان ولائهم. فتصبح القرارات الإدارية ليست مبنية على الكفاءة، بل على الانتماء لهذا الطرف أو ذاك. ولأن المصالح الشخصية تتحكم في اللعبة، تصبح المخالفات أمرًا واقعًا، والفساد وسيلة للبقاء، والتجاوزات تُغضّ عنها الطرف لأنها جزء من ثمن الولاء.

لكن ماذا عن المرفق؟!
المرفق يتحول إلى ضحية، يفقد استقراره، وتتعطل مصالحه، وتنهار إنتاجيته، وكل ذلك لأن الإدارة أصبحت مشغولة بحروبها الداخلية بدلًا من التركيز على تحقيق الأهداف.

وماذا عن الموظف الشريف؟!

الموظف الذي يعمل بإخلاص، بعيدًا عن هذه الصراعات، يجد نفسه محاصرًا بين فريقين متناحرين، لا مكان له بين المنتفعين ولا نصير له بين أصحاب القرار. يجتهد ويعمل بضمير، لكن جهوده تُهدر، وفرصه تُسلب، لأن الولاء أصبح أكثر أهمية من الكفاءة، والانحياز صار شرطًا للترقي، أما من يرفض أن يكون أداةً في هذه الحرب، فمصيره التهميش والضغط، وربما الإقصاء.

والسؤال المؤلم:

إلى متى تبقى المؤسسات رهينة صراعات شخصية تهدم أكثر مما تبني؟ إلى متى يكون الولاء أهم من النزاهة، والمصالح الخاصة فوق المصلحة العامة؟ ومتى يدرك المتصارعون أن من يدفع الثمن في النهاية هو المرفق والموظفون الشرفاء، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم اختاروا العمل بضمير؟!

جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي جنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى