رشا فريد :اختلفوا على كل شيء ..لكن ابعدوا عن الوطن

في كل الأحوال والظروف الاختلاف وارد..وكما يقال :لا يفسد الاختلاف للود قضية.. ويعد الاختلاف صحي جداً في المجتمعات الديمقراطية والتي وصلت إلى حد كبير من الوعي الفكري والقومي والوطني..
حتى على المستوى الروحي والديني فالله واحد في الديانات السماوية وإن اختلف المعتنقون بأداء شعائرهم وكيفية التقرب إليه لكن الهدف واحد وهو الدخول للجنة والنجاة من النار .
ومن الثوابت في قضية الوطن أن الوطن واحد وليس اثنان كما ان الرب واحد ليس له شرك – مع ايماننا بالأديان الأخرى – ومن المسلمات أن شعب الجنوب لا زال “حياً” ,يسمع ويرى ,وإن اختلف أبناء الشعب الواحد على كيفية استعادة دولتهم إلا انه من البديهي جداً ألا يختلفون على وجودها من عدمه !
وبالنظر للقضية الجنوبية والمراحل التي مرت بها لكي نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم ,وبتعداد الشهداء الذين سقطوا للدفاع عن حياض هذا الوطن دونما مقابل, نجد أن ما يفعله هؤلاء لا يعدوا مثالا لعدم احترام إرادة الشعب ومحاولة خلق واقع لا يريده شعبنا ولن يرضخ له ابداً مهما كانت الضغوط والاستفزازات.
وكالبحر الذي ينبذ الجيف فمكان هؤلاء مقبرة التاريخ ..فلا بحر يقلهم ولا أرض تقبلهم ,فالوطن لا يباع ولا يشترى وهذا ما أثبتته الأيام والتجارب ..فلم ولن يكونوا أكثر ذكاءا وحنكة وقوة من الاستعمار البريطاني أو من المتنمر عفاش صاحب نظرية الرقص الأفعواني …
لن ينالوا من الشعب الذي يعلم من يكون جيدأ ..يعلم ماضيه ويريد بناء مستقبله بعيدا عن أذية الجار المسلم له ..والذي مثل له المجلس الانتقالي الجنوبي بصيص أمل أخير لاستعادة دولته وتمثيله وحمل مطالبه وتطلعاته إلى العالم..وما كان على خطى استعادة الوطن فهو يمثله ومن عاكس ذلك فهو لا يمثل إلا نفسه..
وما انفك الجنوبيون جيلا بعد جيل يحملون مشعل الحرية لتحرير الوطن .. وسيبقى أبناؤه مخلصين له يذودون عن حماه ..وعلى خطى الحرية نحن نمضي للتحرير واستعادة الحق المسلوب ,وإن غداً لناظره قريب ..