اسلام عبدالسلام يكتب.. الدولة الجنوبية حق انساني وتاريخي

كتب/اسلام عبدالسلام

نحن أبناء الجنوب نواجه لحظة تاريخية تتطلب منا الصمود والوضوح المطلق في رؤيتنا لمستقبلنا. إن أي محاولة لفرض حلول تلتف حول الحق الجنوبي في السيادة الكاملة هي عبث بالتاريخ وإهانة لتضحيات شعب قدم الغالي والنفيس لأجل كرامته وحقه في تقرير مصيره.

إننا نرفض تماماً الانخراط في تكتلات تذيب هويتنا أو تساوم على استقلالنا. لا يمكننا القبول بأن تكون الجنوب رقماً هامشياً في معادلات تسعى لترميم ما تهدم، بينما نمتلك إرادة البناء والتحرر المطلق.

إن الدولة الجنوبية ليست مجرد مطلب؛ إنها حق إنساني وتاريخي لا يخضع للمساومات السياسية. كل الاتفاقات العابرة والحلول المؤقتة التي لا تعترف بالسيادة الكاملة للجنوب هي عودة للوراء وخيانة لتطلعات أجيال تعاقبت على النضال، وصوتها لن يخرس. لن نقبل بأقل من دولة جنوبية حرة مستقلة، تنبثق من إرادة شعبها، وتكون محوراً للعدالة والحرية والسلام في المنطقة. إن أي تجاهل لهذا الحق ليس إلا استمرارية لمسار الظلم التاريخي، ولن نكون شركاء في تكريس هذا الظلم.
إننا هنا لنقول للعالم

إن إرادة الجنوب لا تقبل الوصاية، وأن حقنا في السيادة ليس موضعاً للتفاوض أو المساومة، بل هو حجر الزاوية لمستقبل لا يحتمل التأجيل أو التأويل. الجنوب ليس سلعة في سوق السياسة، بل هو وطن ينهض بأبنائه نحو الحرية المطلقة، نحو غدٍ نستعيد فيه هويتنا ونبني فيه كرامتنا بيدنا وبدمائنا.