الزي اليافعي النسائي.. هوية تتجسد في عبق الزهور ولمعان الفضة

النقابي الجنوبي – خاص
يعد الزي النسائي التقليدي في يافع أحد أبرز الرموز الثقافية التي تعكس عمق التراث الجنوبي وثراءه. فهو ليس مجرد لباس أو زينة، بل لوحة فنية تجمع بين الألوان، العطور، والحُلي الفضية، لتجسد شخصية المرأة اليافعية ومكانتها في المجتمع.
• المقرمة والطرحة:
تبدأ ملامح الزي من المقرمة أو الطرحة، وهي غطاء الرأس الذي يُزيَّن بالنقوش التقليدية مثل الزنبق، ويُرش بألوان مختلفة ليعكس بهجة المناسبات. وتُضاف إليه الحُلي الجذابة لتعطي لمسة من السحر الخاص، فيما يزيَّن أحيانًا بـ”الحظوة”، وهي خيوط مشكوكة بحُلي ملوّنة تزيده أناقة وبهاء.
• عبق الطبيعة.. زينة لا تضاهى:
في الأعراس والأعياد، لا يكتمل الزي إلا بـ”ليه” الريحان و”الشقر” أو باقات النرجس التي توضع على الرأس، خصوصًا في منطقة يهر بيافع، لتفوح منها رائحة تعبق المكان وتُضفي أجواءً من البهجة والاحتفاء بالحياة.
• المصبر والشُعْتة.. الفضة الناطقة:
من أبرز ما يميز المرأة اليافعية حُليها الفضية. فالـ”مصبر” قطعة شهيرة تُصنع من الفضة، تتكون من ثلاثة خطوط من الأجراس الصغيرة يتوسطها جرس أكبر حجمًا، يُربط بمشبك خلف الرأس ليصدر رنينًا خفيفًا مع كل حركة. أما “الشُعْتة” فتختلف في كونها خطًا واحدًا من الأجراس يتدلّى من مقدمة الرأس، لتمنح المرأة حضورا مميزا.
• هوية متجددة:
ورغم تطور الموضة وتغير الأذواق، ما زال (الزي النسائي اليافعي) يحظى بمكانة خاصة في الوجدان الجمعي لأبناء المنطقة. فهو رمز للأنوثة، الفخر، والأصالة، ويُرتدى في المناسبات كرسالة واضحة بأن التراث ليس ماضيًا منسيًا، بل حاضر متجدد يعبّر عن الهوية والانتماء.