اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

يحيى أحمد في مقاله نوفمبر مدرسة فكرية وطنية

 

بقلم/ يحيى أحمد

إن 30 من نوفمبر تنفرد ذكراها في تاريخ وذاكرة ووجدان أبناء الجنوب ففي هذه المناسبة الوطنية والإرث التاريخي الذي تؤرخ نيل الاستقلال الأول بعد كفاح مرير لشعب الجنوب العربي ضدالاستعمار البريطاني الذي ظل جاثم على ارض الجنوب 129 عاما من الاستعمار البريطاني ، في مثل هذا اليوم أي قبل 57 عاماً من إعلان الاستقلال الوطني، يحتفي الشعب الجنوبي في كل عام في ذكرى استرجاع السيادة والاستقلال الوطني الأول في 30 من نوفمبر 1967م ، الذي يشكل جزءً أساسيا من الهوية الوطنية الجنوبية ومدرسة فكرية وطنية ترسم الإخلاص والوفاء لرسالة الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل الحرية والكرامة ونيل الاستقلال .

وبتخليد هذه الذكرى الحافلة بالرموز والقيم، يجدد الشعب الجنوبي التأكيد على موقفه الثابت، ماضين في صياغة المبادئ التي كتبت بدماء الأجداد ، في منازلة المحتل وانتزاع السيادة الوطنية ،ومواجهة التحديات التي تطرح وبشكل ملح على امتداد الخارطة الجيوسياسية للجنوب.

نحتفل اليوم ونحن نواجه التحديات والمؤامرات التي تحيط بنا من كل جانب جميعها تسعى إلى النيل منا ومن إرادتنا واخضاعنا كي يسهل على صناع هذا السرديات في تمرير مشاريعهم العبثية الساعية إعادتنا إلى ماقبل الاستقلال الأول الذي نحن اليوم نحتفل في ذكراه .

إن المعطيات الراهنة تفرض علينا جميعا بمختلف شرائح وطبقات المجتمع الجنوبي الارتقاء لمستوى التحدي والتصدي وبقوة ووعي لسياسات الفشل التي يراد تمريرها، فنحن اليوم وبعد مضي ثلاثة عقود من أغتصاب ارضنا وانتهاك سيادة بلدنا وتحويلة الى مكب لنفايات قوى صنعاء الاحتلالية ، نقف على ارضنا وتحت سماءنا متمسكين في مبادئنا الوطنية منطلقين من إرادتنا الفولاذية التي لاتعرف اللين والانكسار وبالمزيد من تكاتف الجهود نستطيع تجاوز كل ما تم رسمه من سياسات وسيناريوهات في فلك وطننا وعلى امتداد خارطته الجغرافية الهادفة لإعادة ابتلاع وطننا وتمزيق نسيجنا الاجتماعي وتدمير مستقبلنا ومستقبل اجيالنا القادمة واللاحقة.

وماينبغي علينا ان ندرك اننا نحن الجنوبيون دون غيرنا من يستطيع تحديد مستقبلنا ومصيرنا ، فإرادة الشعوب لاتقهر هذا ماتؤكده كل نواميس الكون وتجارب الشعوب منذ فجر التاريخ، فالذاكرة الجنوبية الحية التي ظلت على الدوام تتحرك في فلك إرث الشهداء وتستنير بإشعاع ثورة اسلافنا الخالدة وثورتنا المعاصرة بجميع مراحلها التي تتوج ثمرة التضحيات نيل الاستقلال الثاني عما قريب بإذن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى