قلوبنا تسامح حتى لو كان خاطرها مكسور

 

كنب/ احمد علي المديعي

نحن نكره أصحاب المنتصف (معك وضدك بنفس الوقت ، ذو الوجهين ) نكره تقنية الكذب بالذكاء الاصطناعي ، نكره تقنية الاستغفال المفرط ، نكره بشدة تلك التي تتساهل في المشاعر الصادقة ، نكره أصحاب غداً ، نكره أصحاب التملق ، نكره مفتعلي المعاذر

نكره من يحرفون مسار المواضيع ، نكره متصنعيِّ العدم ، نكره متصنعيِّ المعمعه (نحن معك) ، نكره اصحاب اسئله ( لماذا وكيف وماذا ومتى واين ) نكرهم بشدة وكل ما يتقدم الوقت يزداد كرهنا لهم ، نكره أصحاب الوقت المتأخر ، لأنا وقتنا مهم جداً ، كل ثانية ، كل دقيقه ،كل ساعة واحدة تمر بنا محسوبة بدقة.
نكرههم كرهاً مؤقتاً ، لأن قلوبنا لا تسمح لنا أن تحمل في جوفها كرهاً لأحد ، لا تجد في بقاؤه راحة لها ففي صفاء القلوب راحتها.

نعم جدا نكره من يفرطون في المشاعر والأحاسيس الحقيقية ويجرحونها ويضيفون لها ملحاً ؛ ليتلذذوا بطعمها.

ولكن! يبقى هناك بعض الأسئلة التي تشغل البال ،، كيف يمكن لأي شخص أن يفعل تلك الأشياء التي تجرح وتشط وتقطع مشاعر الناس ؟ !
كيف يجعلون مشاعر الناس لعبة؟ يلعبون فيها ! يقيمون منافسات في ملعب القلب ، حاكو قواعد اللعبة بحجم قساوة قلوبهم ؛ فجعلوها مرهقة جدا ، الخسارة فيها مؤلم ، والفوز بها أشد إيلاماً.

ببساطة إن قلوبنا لينة وحتى إن جُرحت لاتجرح ، تسامح ، تنسى كل مواقف الخذلان والخيانة والغدر ، تعامل الله في كل شي ، تتمنى الخير لكل الناس ، لكل القلوب التي عاشت هذا الشعور.

ببساطة قلوبنا تسعد بتلك الأرواح البريئة التي لا تعرف للشر مساحة في قلوبها ، تسعد بتلك الأرواح الصريحة في تعاملها مع الناس ، تسعد بتلك الأرواح التي لا تعرف أن تجرح أو حتى تفكر فيه ، تلك التي تُفرح خواطر الناس حتى لو كانت خاطرها مكسور.

احمد علي المديعي