علامات بداية الجنون.. إشارات مبكرة تكشف اضطراب العقل والنفس

النقابي الجنوبي/متابعات
يُعرف الجنون بأنه فقدان للعقل وخروج عن إدراك الواقع، حيث يفقد الإنسان قدرته على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو وهم، ويصبح غير قادر على التحكم بأفكاره أو أفعاله. وغالبًا ما تبدأ الحالة بعلامات خفية لا يلتفت إليها من حوله، لكنها ما تلبث أن تتضح مع مرور الوقت.
تبدأ رحلة الانهيار العقلي عادة بشعورٍ متزايد بالحزن والضيق، حيث ينعزل الشخص عن الناس ويفضّل الصمت على الحديث، حتى تغدو الوحدة ملاذه الوحيد. يتبدّل نومه، فيسهر حتى الصباح أو ينام بلا انقطاع، ويستيقظ مثقلًا لا يعرف ما يريد. تتغير سلوكياته فجأة، فيتوقف عن ممارسة هواياته أو أعماله اليومية، ويبدو فاقد الشغف بما كان يحب، بينما يزداد شروده وتوهانه كأن ذهنه عالق في مكانٍ بعيد لا يراه أحد.
ومع الوقت، ينعكس الاضطراب الداخلي على المظهر الخارجي؛ فيُهمل ملبسه ونظافته، وتبدو نظراته شاردة خالية من التركيز. يصبح أكثر حساسية تجاه الأصوات أو الضوء، وقد تظهر عليه حركات عشوائية غير مفهومة. أما مشاعره، فتتقلّب بين العدائية المفاجئة والبرود الكامل، حتى ينعزل تمامًا عن محيطه، وكأنه يعيش في عالمٍ موازٍ لا تربطه به صلة. وفي بعض الحالات، يظهر تطرف في المعتقد أو إنكار للدين، أو رغبة جامحة في إيذاء النفس، وهي من أخطر المراحل التي تتطلب تدخلًا عاجلًا.
وراء هذه المظاهر، تكمن أسبابٌ كثيرة. فالقمع والظلم والخذلان العاطفي تترك في النفس ندوبًا يصعب شفاؤها، فيما تؤدي الصدمات المفاجئة كفقدان الأحبة أو النجاة من الحوادث إلى اختلال في التوازن النفسي. وتلعب الوساوس وأحاديث النفس دورًا خطيرًا في تشويه التفكير، بينما يترك الإدمان على الكحول أو المخدرات أثرًا مباشرًا على خلايا الدماغ. وهناك من يولد مُهيّأً للاضطراب العقلي بسبب عوامل وراثية كامنة.
العلاج في مراحله الأولى يكون ممكنًا، إذ يمكن للراحة النفسية والرياضة وتغيير نمط الحياة أن تعيد التوازن قبل أن تتفاقم الأعراض. لكن حين تتقدم الحالة، يصبح التدخل الطبي ضرورة لا بد منها، سواء بالأدوية أو جلسات العلاج النفسي، وقد يتطلب الأمر فترة نقاهة في مركز متخصص لاستعادة الاستقرار العقلي. وفي بعض الحالات، يكون علاج السبب الأصلي – سواء كان عضويًا أو نفسيًا – كفيلًا بإنقاذ المريض من الانهيار التام.
الجنون ليس نهاية الطريق كما يظن البعض، بل نداء استغاثة صامت يطلقه العقل حين يثقل عليه الألم. والوقاية منه تبدأ بالإنصات للنفس، والحديث عن الهموم بدل دفنها، والحفاظ على توازنٍ روحي ونفسي يحمي الإنسان من السقوط في متاهةٍ لا عودة منها.
يُعرف الجنون بأنه فقدان للعقل وخروج عن إدراك الواقع، حيث يفقد الإنسان قدرته على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو وهم، ويصبح غير قادر على التحكم بأفكاره أو أفعاله. وغالبًا ما تبدأ الحالة بعلامات خفية لا يلتفت إليها من حوله، لكنها ما تلبث أن تتضح مع مرور الوقت.
تبدأ رحلة الانهيار العقلي عادة بشعورٍ متزايد بالحزن والضيق، حيث ينعزل الشخص عن الناس ويفضّل الصمت على الحديث، حتى تغدو الوحدة ملاذه الوحيد. يتبدّل نومه، فيسهر حتى الصباح أو ينام بلا انقطاع، ويستيقظ مثقلًا لا يعرف ما يريد. تتغير سلوكياته فجأة، فيتوقف عن ممارسة هواياته أو أعماله اليومية، ويبدو فاقد الشغف بما كان يحب، بينما يزداد شروده وتوهانه كأن ذهنه عالق في مكانٍ بعيد لا يراه أحد.
ومع الوقت، ينعكس الاضطراب الداخلي على المظهر الخارجي؛ فيُهمل ملبسه ونظافته، وتبدو نظراته شاردة خالية من التركيز. يصبح أكثر حساسية تجاه الأصوات أو الضوء، وقد تظهر عليه حركات عشوائية غير مفهومة. أما مشاعره، فتتقلّب بين العدائية المفاجئة والبرود الكامل، حتى ينعزل تمامًا عن محيطه، وكأنه يعيش في عالمٍ موازٍ لا تربطه به صلة. وفي بعض الحالات، يظهر تطرف في المعتقد أو إنكار للدين، أو رغبة جامحة في إيذاء النفس، وهي من أخطر المراحل التي تتطلب تدخلًا عاجلًا.
وراء هذه المظاهر، تكمن أسبابٌ كثيرة. فالقمع والظلم والخذلان العاطفي تترك في النفس ندوبًا يصعب شفاؤها، فيما تؤدي الصدمات المفاجئة كفقدان الأحبة أو النجاة من الحوادث إلى اختلال في التوازن النفسي. وتلعب الوساوس وأحاديث النفس دورًا خطيرًا في تشويه التفكير، بينما يترك الإدمان على الكحول أو المخدرات أثرًا مباشرًا على خلايا الدماغ. وهناك من يولد مُهيّأً للاضطراب العقلي بسبب عوامل وراثية كامنة.
العلاج في مراحله الأولى يكون ممكنًا، إذ يمكن للراحة النفسية والرياضة وتغيير نمط الحياة أن تعيد التوازن قبل أن تتفاقم الأعراض. لكن حين تتقدم الحالة، يصبح التدخل الطبي ضرورة لا بد منها، سواء بالأدوية أو جلسات العلاج النفسي، وقد يتطلب الأمر فترة نقاهة في مركز متخصص لاستعادة الاستقرار العقلي. وفي بعض الحالات، يكون علاج السبب الأصلي – سواء كان عضويًا أو نفسيًا – كفيلًا بإنقاذ المريض من الانهيار التام.
الجنون ليس نهاية الطريق كما يظن البعض، بل نداء استغاثة صامت يطلقه العقل حين يثقل عليه الألم. والوقاية منه تبدأ بالإنصات للنفس، والحديث عن الهموم بدل دفنها، والحفاظ على توازنٍ روحي ونفسي يحمي الإنسان من السقوط في متاهةٍ لا عودة منها.