وقاص النعمي يكتب ..فتش عن القدوة
كتب/وقاص النعمي
في قضية المغدور المقدم علي عشال الجعدني والذي يتهم باختطافه مجموعة من شباب هذه المدينة المرتبطين بجهاز مكافحة الإرهاب..تبرز إلى السطح قضية مجتمعية قد تكون غفلت على الكثير من متابعيها سواء كانوا من النخب أو من العامة البسطاء.الا وهو غياب القدوة الحسنة لدى السواد الأعظم من شبابنا ..كانت الأجيال السابقة في الجنوب تتربى على القيم والمبادئ والأخلاق ويوجد لدى كل واحد مننا قدوة حسنة يقتدي بها ويتطلع أن يصبح ويسير على دربها فمثلا عندما كنا في مرحلة الثانوية العامة كنا نرى شبابا يكبرونا سنا يذهبون إلى الجامعة لتلقي العلم ومجتهدين في دراستهم وكنا نتمنى أن نصبح مثلهم ..وهكذا كان طلبة الجامعة يتطلعون إلى دكاترة كلياتهم ويتمنون أن يصلوا إلى مستواهم .
ماحصل بعد عام 94 وبشكل تدريجي انتشار البلطجة في الشوارع وظهور شخصية البلطجي والفهلوي الذي يمشي متبخترا في محيطه ويتفاخر بانجازاته في استخراج الفلوس من تحت الارض والاتيان بها تحت اي ظرف وبأي وسيلة كانت وهي في الغالب وسائل غير مشروعة .. وشيئا فشيئا أصبح البلطجي هو أيقونة الحارة وأصبح رمزا للشباب الذين يصغرونه في السن واضحت رواياته وقصص مغامراته عن كيفية جلب النقود هي الطاغية ..ليتفتح ذهن غالبية شبابنا على ثقافة جديدة غزت إلى محيطنا مع الاعصار الكبير الذي ضرب بلدنا بعد 94 ..
وجاءت حرب 2015 وسادت هذه الثقافة بشكل أوسع وأكثر انتشارا وباساليب اضخم واكبر ضررا على الشباب وعلى المجتمع على حد سواء ..لنصبح أمام مشكلة مجتمعية خطيرة تنذر بانهيار اخلاق الغالبية العظمى من شبابنا خصوصا مع تردي الأوضاع الاقتصادية وغياب دور الأسرة والطامة الكبرى غياب الرادع الأمني الحاسم الذي يجعل من كل بلطجي يفكر الف مرة قبل أن يقدم على فعل ما طالما وهو لا يجد حتى من يستنكر أفعاله ويدينه بل وأصبحت البلطجة لها مريدين ومشجعين يزدادون كل يوم دون وجود أفق واضح لحل مشاكلنا الاقتصادية اولا ومن ثم ايجاد الحلول المجتمعية التي تعيد للمجتمع توازنه وتضبط إيقاعه من جديد قبل أن يصبح الشخص السوي نكرة في محيطه وتنقلب نواميس وقوانين المجتمع إلى الضد….
دعوى للبحث عن جذور المعضلة لتفادي سقوط المجتمع وانهيار منظومة القيم والمبادئ والأخلاق..
وقاص فيصل نعمي
ناشط سياسي ومجتمعي جنوبي
عدن 10/7/2024