لن تزيدنا المؤامرات والكيد إلا ثباتا وإصرارا
بقلم/ سعيد أحمد بن إسحاق
إن المؤامرت على الجنوب جسيمة وكبيرة وأن أعداء الجنوب قد جندوا أنفسهم وأعدوا لها من الأموال ما تكفي وتزيد لشراء الذمم وتسميم العقول وتطويعها بعدما تمكنوا من زرع البذور الواردة من أرض السواد المعتم مستغلين بذلك ثمارها ومفعولها على الحالة المعيشية التي أفسدت وعفنت أدواتها التي لم يسبق للجنوب أن مر بمثل هكذا وباء طوال حياته. وفي سابقة خطيرة ولأول مرة تكاد أنها لم تحدث في نطاقنا العربي برمته حين جعلت العملة المحلية داء ينخر بأعضاء الأجساد الحياتية..حرب على جنوبنا العربي تشن عليه في ابشع صورها الحاقدة لم يفعلها الاحتلال البريطاني من قبل.
إنه الأخطبوط الذي نثر عناكبه بالارض الآمنة، ولم تعد اي بقعة في الوطن آمنة من شره وسمومه التخديرية على العقول الضعيفة ربما من آثار وهن أصابها من قبل أو نتيجة من ينقع السموم بلا كلل. علينا ان ندرك أهم العوامل التي تتخطف عددا من الشبان بعدما كانوا يتابعون السير بخطى ثابتة؛ إنه بلا
شك ولا ريب ان السبب الاهم والاخطر على الاطلاق هو الاعلام الذي يمارس على المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى قائد المسيرة الجنوبية الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي وقياداته الجنوبية وللمناضلين الثابتين على استعادة الدولة الجنوبية لاستقلاله من الاحتلال الجاهلي الغادر الناقض للعهود والمواثيق والاعراف.
ومن الجهل المؤسف ان تتعجب من نشوء المكونات وتعددها تباعا في فترات زمنية وإن تقاربت أو من جماعات لم تستطع أن تتسلل بأفكارها الزائفة الخطيرة، وهي في حظيرة محيطها إلا عن طريق قنوات التواصل والمجالس ولا يخطر في بال أحد أنها تحوي بين قعيدتها وتقديمها للاعمال الخيرية سطورا فكرية معينة ستتسرب الى فكر المستمعين وقراؤه بمجرد الانتصات او القراءة.
لقد تجلى أن التمسك باستعادة الدولة الجنوبية بانتزاع الاستقلال حق مشروع قد تم القسم باستعادة الدولة– إما النصر أو الشهادة– خياران لا رجعة فيهما، فهذان كافيان لتدمير كل ماتخططه يد السياسة والمؤامرات والكيد.. ولا يزيدنا الا اصرارا وعزما وتمسكا بالمجلس الانتقالي الجنوبي وبالرئيس عيدروس قاسم الزبيدي مفوضا وممثلا للجنوب وان الجنوب لكل الجنوبيين، فوحدة الشؤم انتهت الى غير رجعة، ورم خبيث لابد من إقتلاعه مهما كانت المؤامرات والاشاعات واستخدام الخدمات اداة من ادوات الحرب، فهذا لن يثنيني عن وطني مهما تقول المحتل واعوانه وأفتروا.
فمن الطبيعي ان تكثف قوى الاحتلال من اعتداءاته اللانسانية و اللاخلاقية عبر ابواق اعلامه وزنابيله المهترئة بالعمائم السوداء والكحلية لكنها ماتلبث ان تطويها الأحداث.. والأيام بيننا دائرة، وإنهم لمبعوثون ليوم عظيم.
ههنا بوطني الجنوب تربض كبرياء الشرف وتلفظ كل ماهو دنئ عفن.. ههنا تلتقي قوة الثبات على الحق، هنا عند مداخل المكلا وعدن تعود مرتدة جميع تلك الرياح والعواصف والهوج بما تحمله من نقيع التقاليد الآسنة ووباء الغدر والخيانة والانحلال، وسوف نغسل كل البقع مما قد يصيبها من وساوس الفكر المتعفن.
إن الوطن أراد لي أن أكون رمزا للثبات على محور المبدأ، ليس للجنوبي أن يجعل حياته إلا مطافا ثابتا من حوله، يعيش من أجله ويموت في فلكه. وانها ليست مصادفة، ولكنها لعبرة وحكمة، ومهما يكن فإن مصائب الجنوبيين لن تزيدهم إلا إيمانا بعدالة قضيتهم وأحقيتها ويقينا باستعادة دولتهم الجنوبية وهويتها، ومهما أحدق بهم الشر وتجمعت من حولهم كل الدسائس فإن حصنا واحدا سيحميهم وينصرهم، ألا وهو: حسبنا الله ونعم الوكيل
خذوا ثأر الديانة وأنصروها
فقد حامت على القتلى النسور
ولا تهنوا وسلوا كل عضب
تهاب مضاربا عنه النحور
وموتوا كلكم فالموت أولى
بكم أن تجاروا أو تجوروا